في تطور مفاجئ وغير متوقع، شن إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات تيسلا وسبيس إكس ومالك منصة إكس (تويتر سابقاً)، هجوماً لاذعاً على "تستر"، أحد المقربين من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وذلك على خلفية فضائح جيفري إبستين. الهجوم، الذي تم عبر سلسلة من 35 منشوراً على منصة إكس، استخدم فيه ماسك "جروك"، وهو نظام الذكاء الاصطناعي الذي طورته شركته xAI، لتحليل وتفنيد تصريحات "تستر" السابقة المتعلقة بقضية إبستين. لم يكن الدافع وراء هذا الهجوم واضحاً في البداية، لكن سرعان ما تكشفت خيوط تشير إلى خلافات شخصية وسياسية عميقة بين ماسك و"تستر"، بالإضافة إلى اختلاف وجهات النظر حول كيفية التعامل مع قضايا حساسة مثل استغلال الأطفال والإتجار بالبشر، وهي القضايا التي لطالما ارتبطت بفضائح إبستين. أثار هذا الهجوم ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والإعلامية، حيث انقسم المعلقون بين مؤيد ومعارض لموقف ماسك، بينما دعا البعض الآخر إلى توخي الحذر وعدم تسييس قضية بهذه الحساسية.

 

"جروك" سلاح ماسك في المعركة الكلامية

استخدام إيلون ماسك لنظام الذكاء الاصطناعي "جروك" في هجومه على "تستر" أثار جدلاً واسعاً حول دور الذكاء الاصطناعي في الخطاب العام والسياسي. فقد قام ماسك بتغذية "جروك" بكمية هائلة من البيانات المتعلقة بفضائح إبستين، بما في ذلك الشهادات والوثائق والمقالات الإخبارية، ثم طلب من النظام تحليل تصريحات "تستر" وكشف أي تناقضات أو معلومات مضللة. أظهر "جروك" قدرة فائقة على تحديد الأنماط والروابط الخفية في تصريحات "تستر"، مما مكن ماسك من تقديم حجج قوية ومفصلة ضده. ومع ذلك، أثار هذا الاستخدام للذكاء الاصطناعي مخاوف بشأن إمكانية استخدامه للتلاعب بالرأي العام أو نشر معلومات مضللة. فقد حذر بعض الخبراء من أن "جروك"، مثل أي نظام ذكاء اصطناعي آخر، يمكن أن يكون عرضة للتحيز والبرمجة الخاطئة، مما قد يؤدي إلى نتائج غير دقيقة أو مضللة. بالإضافة إلى ذلك، أثار استخدام "جروك" تساؤلات حول الشفافية والمساءلة، حيث يصعب على الجمهور فهم كيفية عمل النظام وكيفية وصوله إلى استنتاجاته.

 

تستر يرد بقوة على اتهامات ماسك

لم يتأخر رد "تستر" على اتهامات إيلون ماسك، حيث قام بنشر سلسلة من الردود على منصة إكس، دافع فيها عن نفسه ونفى أي تورط له في فضائح إبستين. اتهم "تستر" ماسك بمحاولة تشويه سمعته لأسباب سياسية وشخصية، ووصف هجومه بأنه "حملة تشهير" مدفوعة بالكراهية. كما اتهم "تستر" ماسك باستخدام "جروك" لنشر معلومات مضللة وتضليل الرأي العام. تضمن رد "تستر" أيضاً تهديدات قانونية ضد ماسك، حيث أشار إلى أنه يدرس رفع دعوى قضائية ضده بتهمة التشهير والقذف. اشتعلت الحرب الكلامية بين ماسك و"تستر" على منصة إكس، حيث تبادل الطرفان الاتهامات والشتائم بشكل علني، مما أثار استياء العديد من المستخدمين ودفع البعض إلى المطالبة بوقف هذه المهاترات. تدخلت إدارة منصة إكس في محاولة لتهدئة الأمور، وحذرت الطرفين من مغبة نشر محتوى يحرض على الكراهية أو ينتهك سياسات المنصة.

 

تداعيات الهجوم على الرأي العام

أثر هجوم إيلون ماسك على "تستر" بشكل كبير على الرأي العام، حيث انقسم الناس بين مؤيد ومعارض لموقف ماسك. فقد أيد البعض ماسك في موقفه، معتبرين أنه يدافع عن الحق ويكشف الحقائق المتعلقة بفضائح إبستين. بينما انتقد آخرون ماسك، معتبرين أنه يستخدم منصته ونفوذه لتشويه سمعة الآخرين وتصفية حسابات شخصية. أدى الهجوم أيضاً إلى إحياء النقاش حول فضائح إبستين، حيث عادت القضية إلى واجهة الأحداث وتصدرت عناوين الأخبار. طالب العديد من النشطاء والمنظمات الحقوقية بفتح تحقيق جديد في القضية وكشف جميع المتورطين فيها. أثر الهجوم أيضاً على صورة ماسك الشخصية، حيث تعرض لانتقادات حادة بسبب أسلوبه الهجومي واستخدامه للذكاء الاصطناعي في معاركه الكلامية. فقد اتهمه البعض بالتسلط والاستغلال، بينما دافع عنه آخرون، معتبرين أنه شخصية جريئة ومستقلة لا تخشى قول الحق.

 

مستقبل العلاقة بين ماسك وتستر

يبقى مستقبل العلاقة بين إيلون ماسك و"تستر" غامضاً، لكن من الواضح أن الهجوم الأخير قد أحدث شرخاً عميقاً بينهما. من غير المرجح أن يتمكن الطرفان من تجاوز هذه الخلافات في المستقبل القريب، خاصة في ظل التهديدات القانونية المتبادلة. قد تؤدي هذه القضية إلى معركة قانونية طويلة الأمد، مما سيزيد من تعقيد الأمور ويؤثر على سمعة الطرفين. من المرجح أيضاً أن تستمر هذه القضية في التأثير على الرأي العام، حيث ستستمر وسائل الإعلام في تغطية تفاصيلها وتطوراتها. يبقى السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا الهجوم سيؤدي إلى كشف المزيد من الحقائق حول فضائح إبستين، أم أنه سيقتصر على مجرد معركة كلامية بين شخصيتين بارزتين. بغض النظر عن النتيجة، فقد أثبتت هذه القضية مرة أخرى أن إيلون ماسك شخصية مثيرة للجدل لا تتردد في التعبير عن آرائها ومواجهة خصومه، حتى لو كان ذلك يعني استخدام أسلحة غير تقليدية مثل الذكاء الاصطناعي.