وصل الطفل ياسين برفقة والدته إلى محكمة جنايات دمنهور المنعقدة بمحكمة إيتاى البارود قبل بدء الجلسة، في تطور لافت، كان الطفل يرتدي قناع سبايدر مان. هذه اللفتة، كما يبدو، تحمل رسالة ذات دلالة واضحة عن الإصرار والقوة في مواجهة التحديات. تأتي هذه الجلسة في إطار استئناف مقدم من دفاع المتهم في القضية التي هزت الرأي العام، وهي قضية الاعتداء على الطفل ياسين داخل إحدى المدارس الخاصة بمدينة دمنهور. القضية أثارت موجة من الغضب والاستنكار، وتصدرت عناوين الأخبار لفترة طويلة، مما جعلها قضية رأي عام بامتياز. حضور الطفل ياسين إلى المحكمة، بتلك الطريقة، يعكس تصميم العائلة على المضي قدمًا في مسار العدالة، وعدم التنازل عن حق الطفل في الحصول على التعويض العادل عن الأضرار التي لحقت به. اختيار قناع سبايدر مان، الشخصية الخارقة المعروفة بقوتها وشجاعتها، يضيف بعدًا رمزيًا إلى الحدث، ويوحي بأن الطفل وعائلته يستمدون القوة من هذه الشخصية الخيالية لمواجهة الظروف الصعبة.
أولى جلسات الاستئناف ونظرة على تفاصيل القضية
نظرت محكمة جنايات مستأنف دمنهور، المنعقدة بمحكمة إيتاي البارود، برئاسة المستشار أشرف عياد وعضوية كل من المستشارين إيهاب الشنوانى وفخر الدين عبد التواب، ومحمد سعيد، أولى جلسات الاستئناف المقدم من دفاع المتهم في قضية الطفل ياسين. حضر الجلسة هيئة الدفاع عن المجني عليه بقيادة طارق العوضى المحامى وكذلك أسرة الطفل إضافة إلى تواجد المتهم وهيئة الدفاع عنه. الجلسة شهدت حضورًا مكثفًا من وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى حضور عدد كبير من المهتمين بالقضية من المواطنين. هذا الحضور يعكس الاهتمام الكبير الذي تحظى به القضية، والرغبة في متابعة تطوراتها عن كثب. هيئة الدفاع عن المجني عليه أكدت على ثقتها في القضاء المصري، وقدرته على تحقيق العدالة وإنصاف الطفل ياسين. كما أكدت على أن الأدلة والقرائن المتوفرة في القضية تدين المتهم بشكل قاطع، وتستوجب تأييد الحكم الصادر ضده.
طلبات دفاع المتهم وقرار المحكمة
خلال الجلسة الماضية قررت المحكمة رفع الجلسة مؤقتا حتى يتسنى لهيئة المحكمة التداول لبحث طلبات دفاع المتهم وبيان مدى جدية تلك الطلبات وصداها في الاوراق لتقرر ما اذا كان سيتم تأجيل نظر الدعوي لتنفيذ تلك الطلبات او ستطلب المحكمة من الدفاع عن المجني عليه والمتهمين المرافعه. تضمنت طلبات هيئة الدفاع عن المتهم من المحكمة استدعاء كبير الأطباء الشرعيين لمناقشتة فيما ورد بتقرير الطب الشرعي ومناقشتة في ذلك. كما طلب الدفاع الحصول على صورة رسمية من تحقيقات نيابة امن الدوله العليا مع سيدة قيل ان لها علاقه بالواقعة. هذه الطلبات تعكس محاولة دفاع المتهم للتشكيك في الأدلة المقدمة ضده، والبحث عن أي ثغرات قانونية يمكن استغلالها لتخفيف الحكم أو تبرئة المتهم. المحكمة، بدورها، تعاملت مع هذه الطلبات بجدية، وقررت دراستها بعناية قبل اتخاذ القرار المناسب بشأنها. من المتوقع أن تتسبب هذه الطلبات في تأخير نظر القضية، وإطالة أمد التقاضي، مما قد يزيد من معاناة الطفل ياسين وأسرته.
الحكم السابق على المتهم
يذكر ان محكمة جنايات دمنهور، قد أصدرت في جلستها بتاريخ 30 أبريل الماضي، بالسجن المؤبد على المتهم بالتعدى على الطفل ياسين داخل إحدى المدارس الخاصة. هذا الحكم شكل انتصارًا مؤقتًا للطفل ياسين وأسرته، وأعطى الأمل في تحقيق العدالة. إلا أن استئناف المتهم على الحكم يعني أن القضية لم تنته بعد، وأن المعركة القانونية لا تزال مستمرة. الحكم بالسجن المؤبد يعكس جسامة الجرم الذي ارتكبه المتهم، والأضرار الجسيمة التي لحقت بالطفل ياسين. كما يعكس حرص القضاء المصري على حماية الأطفال، والتصدي بكل حزم لأي محاولة للاعتداء عليهم أو استغلالهم.
تفاصيل حول المتهم والقضية
يحاكم المتهم ص. ك.ج.ا، 79 عاما، مراقب مالي في القضية رقم 33773 لسنة 2024 جنايات مركز دمنهور، والمقيدة برقم كلي 1946 لسنة 2024 جنايات كلي وسط دمنهور، بتهمة هتك عرض صغير. القضية أثارت جدلاً واسعًا في المجتمع المصري، وأدت إلى المطالبة بتشديد العقوبات على مرتكبي جرائم الاعتداء على الأطفال. القضية سلطت الضوء على ضرورة توفير الحماية اللازمة للأطفال في المدارس والمؤسسات التعليمية، وتفعيل آليات الرقابة والمتابعة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة. من المتوقع أن تستمر القضية في إثارة الجدل والاهتمام، وأن تساهم في زيادة الوعي بأهمية حماية الأطفال وحقوقهم.