أفادت وسائل إعلام فلسطينية، مساء اليوم الأحد، بشن جيش الاحتلال غارات جوية وقصف مدفعي مكثف على جنوبي مدينة دير البلح، الواقعة في وسط قطاع غزة. يأتي هذا التصعيد في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية في القطاع المحاصر، مما يزيد من معاناة السكان المدنيين الذين يواجهون نقصاً حاداً في الغذاء والدواء والمستلزمات الأساسية للحياة. هذه الأحداث تزيد الضغط على المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، والتي تحذر باستمرار من خطر انهيار النظام الصحي وتفاقم الأزمة الإنسانية.

ارتفاع حصيلة الشهداء وتدهور الأوضاع الصحية

أعلنت مصادر طبية في غزة عن ارتفاع حصيلة الشهداء بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم إلى 104 أشخاص، من بينهم 78 من طالبي المساعدات. هذا الرقم المرتفع يسلط الضوء على خطورة الوضع الميداني، حيث يتعرض المدنيون الذين يحاولون الحصول على الغذاء والمساعدة الإنسانية لخطر الموت. ونتيجة لهذه الأحداث المأساوية، تحذر وزارة الصحة في غزة من كارثة صحية وإنسانية غير مسبوقة تلوح في الأفق، مما يستدعي تحركاً دولياً عاجلاً لإنقاذ حياة المدنيين وتوفير الحماية اللازمة لهم. إن استهداف طالبي المساعدات يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويتطلب تحقيقاً مستقلاً وشفافاً لضمان محاسبة المسؤولين.

تحذيرات من مجاعة كارثية وانهيار الجهود الإنسانية

في سياق متصل، حذرت وزارة الصحة في غزة صباح أمس السبت من مجاعة كارثية ومجازر دامية قرب مراكز المساعدات، تهدد حياة آلاف المواطنين في القطاع. وأكدت الوزارة أن القطاع يمر بحالة مجاعة فعلية تتجلى في النقص الحاد في المواد الغذائية الأساسية وتفشي سوء التغذية الحاد. ورصدت الطواقم الطبية ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان. وتناشد الوزارة المجتمع الدولي للتحرك الفوري لوقف هذا التدهور المأساوي وتوفير المساعدات الغذائية والطبية اللازمة لإنقاذ حياة المدنيين.

نقص الوقود يهدد بانهيار الجهود الإنسانية

أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أن نقص الوقود في غزة وصل إلى مستويات حرجة، مشيرة إلى أنه بدون كميات كافية منه يواجه القطاع انهياراً في الجهود الإنسانية. وقالت إن المنظمة تواجه تحدياً يتمثل في نقص المستلزمات الطبية بالقطاع. هذا النقص الحاد في الوقود يؤثر بشكل مباشر على قدرة المستشفيات والمراكز الصحية على تقديم الخدمات الأساسية للمرضى والجرحى، كما يعيق عمل سيارات الإسعاف وفرق الإغاثة في الوصول إلى المحتاجين. إن توفير الوقود بشكل عاجل يعتبر أمراً ضرورياً لضمان استمرار عمل المرافق الحيوية ومنع تفاقم الأزمة الإنسانية.

أطفال غزة يواجهون خطر سوء التغذية

كشفت مديرة المكتب الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) في غزة أن 112 طفلاً يُشخّصون يومياً بسوء التغذية في قطاع غزة منذ بداية العام. هذا الرقم المروع يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الأطفال في القطاع المحاصر، والذين يفتقرون إلى الغذاء الصحي والمتوازن الضروري لنموهم وتطورهم. إن سوء التغذية له آثار مدمرة على صحة الأطفال الجسدية والعقلية، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية مزمنة وحتى الوفاة. يجب على المجتمع الدولي تكثيف جهوده لتوفير الغذاء والمكملات الغذائية اللازمة للأطفال في غزة، وضمان حصولهم على الرعاية الصحية المناسبة لحمايتهم من خطر سوء التغذية.