الأهلي يتربع على عرش الأغلى في أفريقيا.. والزمالك خارج العشرة الأوائل

تتصدر الأندية المصرية دائمًا المشهد الكروي في القارة الأفريقية، سواء على مستوى المنافسات القارية أو على مستوى القيمة السوقية للأندية. وفي أحدث التصنيفات، يتربع النادي الأهلي المصري على عرش الأندية الأفريقية من حيث القيمة السوقية، مما يعكس قوة الفريق واستقطابه للنجوم، بالإضافة إلى الإدارة الحكيمة التي تسعى دائمًا لتعزيز مكانة النادي على كافة الأصعدة. هذا التفوق ليس مجرد رقم، بل هو نتاج عمل دؤوب واستثمار مستمر في البنية التحتية واللاعبين، مما يجعله نموذجًا يحتذى به في القارة السمراء. لطالما كان الأهلي رمزًا للكرة المصرية، وتاريخه الحافل بالإنجازات يشهد على ذلك، إلا أن التربع على عرش الأغلى في أفريقيا يضيف بعدًا جديدًا من المسؤولية للحفاظ على هذا اللقب والسعي لتحقيق المزيد من النجاحات.

في المقابل، يثير غياب نادي الزمالك، الغريم التقليدي للأهلي، عن قائمة العشرة الأوائل للأندية الأفريقية من حيث القيمة السوقية، تساؤلات عديدة حول الأسباب الكامنة وراء هذا التراجع. الزمالك، بتاريخه العريق وجماهيريته الجارفة، كان دائمًا منافسًا قويًا للأهلي على الألقاب المحلية والقارية، إلا أن ابتعاده عن المراكز المتقدمة في هذا التصنيف يشير إلى وجود تحديات تواجه النادي، سواء على مستوى الاستثمار في اللاعبين أو على مستوى الإدارة والتخطيط. قد يكون الأمر مرتبطًا بالظروف الاقتصادية أو بتغييرات في السياسات الرياضية، ولكن الأكيد أن الزمالك بحاجة إلى إعادة تقييم شاملة لأوضاعه من أجل استعادة مكانته الطبيعية بين عمالقة القارة. يجب على الإدارة الجديدة أن تضع خططًا استراتيجية واضحة تهدف إلى تعزيز الفريق بلاعبين مميزين وتطوير البنية التحتية للنادي، بالإضافة إلى العمل على استقرار الأوضاع الداخلية وتوفير بيئة مناسبة للاعبين لتحقيق أفضل أداء.

إن الفارق بين قيمة الأهلي السوقية ومركز الزمالك في التصنيف يوضح حجم التحدي الذي يواجهه الأخير، ويؤكد على ضرورة العمل الجاد والمثابرة من أجل تقليل هذا الفارق. لا يتعلق الأمر فقط بالإنفاق المالي، بل أيضًا بالكفاءة في استغلال الموارد المتاحة واتخاذ القرارات الصائبة في الوقت المناسب. يجب على الزمالك أن يتعلم من تجارب الأندية الأخرى التي حققت نجاحات كبيرة من خلال التخطيط السليم والإدارة الرشيدة، وأن يسعى إلى بناء فريق قوي قادر على المنافسة على أعلى المستويات. إن عودة الزمالك إلى مكانته الطبيعية ستساهم في رفع مستوى المنافسة في الكرة المصرية والأفريقية، وستعود بالنفع على جميع الأطراف.

وبالنظر إلى المشهد الكروي الأفريقي بشكل عام، نجد أن هناك العديد من الأندية الأخرى التي تسعى جاهدة للوصول إلى القمة والمنافسة على الألقاب. الأندية من دول مثل جنوب أفريقيا والمغرب وتونس والجزائر تسعى دائمًا لتعزيز صفوفها بلاعبين مميزين وتطوير بنيتها التحتية، مما يجعل المنافسة أكثر شراسة وإثارة. إن الاستثمار في كرة القدم الأفريقية يزداد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وهذا يعكس الإمكانات الهائلة التي تمتلكها القارة السمراء في هذا المجال. ومع تطور البنية التحتية وزيادة الاهتمام باللاعبين المحليين، نتوقع أن نشهد المزيد من المفاجآت والنتائج غير المتوقعة في المستقبل القريب.

في الختام، يظل الأهلي مثالاً يحتذى به في الإدارة الرياضية والاستثمار الناجح في كرة القدم، بينما يواجه الزمالك تحديات كبيرة تتطلب حلولاً مبتكرة وجهودًا مضاعفة من أجل استعادة مكانته المرموقة. إن المنافسة بين الأندية المصرية ستظل دائمًا محط أنظار الجماهير الأفريقية، ونتمنى أن نشهد تطورًا ملحوظًا في مستوى الأداء والتنافسية في السنوات القادمة. يجب على الأندية المصرية أن تسعى دائمًا لتمثيل مصر بأفضل صورة في المحافل القارية، وأن ترفع علم البلاد عاليًا في جميع المناسبات. إن كرة القدم ليست مجرد لعبة، بل هي مرآة تعكس قوة ووحدة الشعوب.