أكدت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية، أن التحركات الدبلوماسية المكثفة التى يقودها وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطى تأتى فى إطار الدور المصرى الثابت والممتد لضمان أمن واستقرار المنطقة، خاصة فى ظل تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل. هذه التحركات، التي تتسم بالديناميكية والشمولية، تعكس رؤية مصرية واضحة المعالم تسعى إلى احتواء الأزمات قبل تفاقمها وتحويلها إلى صراعات إقليمية مدمرة. وتعتبر مصر، بحكم موقعها الجيوسياسي وتاريخها العريق في الوساطة وحل النزاعات، لاعباً محورياً في المنطقة، وتسعى باستمرار إلى تعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين من خلال الدبلوماسية الفعالة والحوار البناء. إن التزام مصر بالحلول السلمية للنزاعات ليس مجرد شعار، بل هو نهج عملي يتجسد في مبادراتها الدبلوماسية المستمرة وجهودها الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة.

وخلال مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز"، أوضحت الدكتورة بكر أن الاتصال بين وزير الخارجية المصرى ونظرائه فى المملكة المتحدة وإيران، بالإضافة إلى مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسى، يعكس التزام مصر بالحلول السياسية والدبلوماسية فى إطار الشرعية الدولية، مشيرة إلى أن المنطقة "تشتعل" منذ السابع من أكتوبر، بسبب التصعيد فى غزة وتوتر العلاقات الإقليمية. هذا التواصل الدبلوماسي الرفيع المستوى يؤكد على الدور المحوري الذي تلعبه مصر في تهدئة التوترات الإقليمية والسعي إلى حلول مستدامة للأزمات المتفاقمة. إن مصر، من خلال دبلوماسيتها النشطة، تسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المعنية، وتشجع على الحوار والتفاوض كآلية أساسية لحل النزاعات. وتؤمن مصر بأن الحلول السياسية والدبلوماسية هي الأكثر فعالية واستدامة على المدى الطويل، وأن استخدام القوة لا يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار.

وشددت على أهمية الدور الحيادى للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى التحقق من طبيعة البرنامج النووى الإيرانى، وذلك لتجنب أخطاء الماضى، مثل غزو العراق عام 2003 استنادًا إلى مزاعم غير مؤكدة. إن مصر تدرك تماماً حساسية الملف النووي الإيراني وتأثيره على الأمن والاستقرار الإقليميين، وتدعو إلى ضرورة التزام إيران بالشفافية والتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتؤكد مصر على أهمية التحقق المستقل والموضوعي من طبيعة البرنامج النووي الإيراني، وتشدد على ضرورة تجنب أي خطوات أحادية الجانب قد تؤدي إلى تفاقم التوترات في المنطقة. وتعتبر مصر أن الحوار والتفاوض هما السبيل الأمثل لحل هذه القضية الحساسة، وأن التوصل إلى اتفاق شامل ومستدام بشأن البرنامج النووي الإيراني يصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية.

وفى ختام المداخلة، أكدت بكر أن مصر تدعو لاتباع السبل القانونية والآليات الدولية لتسوية النزاعات، وتحذر من الانزلاق نحو قرارات أحادية قد تؤدى إلى مزيد من زعزعة الاستقرار الإقليمى، مشيدة بالنهج المصرى المتوازن فى التعامل مع الأزمات المعقدة فى الشرق الأوسط. هذا النهج المتوازن يعكس حرص مصر على الحفاظ على علاقات جيدة مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية، والسعي إلى إيجاد حلول توافقية للأزمات المعقدة. وتؤمن مصر بأن الاستقرار الإقليمي هو مصلحة مشتركة للجميع، وأن التعاون والتنسيق بين جميع الأطراف هو السبيل الأمثل لتحقيق هذا الهدف. وتدعو مصر إلى احترام القانون الدولي والالتزام بالآليات الدولية لتسوية النزاعات، وتحذر من مغبة اتخاذ قرارات أحادية الجانب قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار.

الخلاصة: إن التحركات الدبلوماسية المصرية المكثفة، بقيادة وزير الخارجية، تجسد التزام مصر الراسخ بأمن واستقرار المنطقة في ظل التوترات المتصاعدة. من خلال التواصل مع الأطراف المعنية، تسعى مصر إلى حلول سياسية ودبلوماسية ضمن الشرعية الدولية، وتشدد على أهمية دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التحقق من البرنامج النووي الإيراني لتجنب أخطاء الماضي. وتؤكد مصر على ضرورة اتباع السبل القانونية والآليات الدولية لتسوية النزاعات، محذرة من القرارات الأحادية التي قد تزعزع الاستقرار الإقليمي.