كشف برنامج مسرح العمليات، الذي يقدمه الكاتب الصحفي زكي القاضي، عن السر وراء الرعب الإسرائيلي المتزايد من تهمة الإبادة الجماعية الموجهة إليها أمام محكمة العدل الدولية. البرنامج، الذي يذاع على تليفزيون ، تناول القضية المطروحة أمام المحكمة، والتي قدمتها دولة جنوب إفريقيا، وتتهم إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في حق الشعب الفلسطيني. يكمن جوهر الرعب الإسرائيلي، بحسب البرنامج، في الحساسية المفرطة تجاه هذه التهمة تحديداً، وذلك في ظل المظلومية التاريخية التي اكتسبها اليهود من خلال "الهولوكوست". الإسرائيليون يخشون من أن تُلطخ سمعتهم بهذه التهمة، وأن يفقدوا احتكارهم لوصف "الشعب الوحيد في العالم الذي تعرض للإبادة الجماعية". هذا الخوف مضاعف، خاصة وأن محكمة العدل الدولية، وهي أعلى هيئة قضائية تابعة للأمم المتحدة، قد بدأت بالفعل في مناقشة القضية، مما يزيد من الضغوط على إسرائيل.

 

البرنامج سلط الضوء على مجريات سير المحكمة، والضغوط الهائلة التي تمارسها إسرائيل على القضاة لعدم إصدار أحكام تدينها. كما كشف عن المناورات التي تقوم بها إسرائيل لترهيب قضاة المحكمة، بالإضافة إلى الدعم الأمريكي الكامل الذي تتلقاه من الإدارة الأمريكية الحالية. هذه المناورات والضغوط تهدف إلى تقويض مصداقية المحكمة، والتأثير على قراراتها، في محاولة يائسة لتجنب الإدانة. زكي القاضي، مقدم البرنامج، أكد على خطورة هذه الضغوط، مشيراً إلى أن استقلالية المحكمة يجب أن تكون مصانة، وأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها دون تدخل أو تأثير خارجي. وأشار إلى أن هذه القضية تمثل اختباراً حقيقياً لمصداقية النظام القضائي الدولي، وقدرته على محاسبة الدول على جرائمها.

 

كما قام البرنامج بشرح الفرق بين محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، وهما هيئتان قضائيتان دوليتان مختلفتان، لكل منهما اختصاصات وصلاحيات مختلفة. محكمة العدل الدولية تختص بالفصل في النزاعات بين الدول، بينما تختص المحكمة الجنائية الدولية بمحاكمة الأفراد المتهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية. البرنامج أوضح أن اختيار إسرائيل للقاضي باراك لتمثيلها في المحكمة، واختيار جنوب إفريقيا لقاضٍ رفيع المستوى، يعكس الأهمية الكبيرة التي توليها كل دولة لهذه القضية. اختيار القضاة يعتبر خطوة استراتيجية، حيث تسعى كل دولة إلى اختيار قاضٍ يتمتع بالخبرة والكفاءة والقدرة على الدفاع عن موقفها بقوة.

 

بالإضافة إلى ذلك، قام البرنامج بشرح تفصيلي لـ اتفاقية الإبادة الجماعية، وارتباطها التاريخي بالإسرائيليين. الاتفاقية، التي تم اعتمادها في عام 1948، تحدد جريمة الإبادة الجماعية، وتلزم الدول بمنعها والمعاقبة عليها. البرنامج أوضح أن الاتفاقية تمثل أساساً قانونياً هاماً للقضية المرفوعة ضد إسرائيل، وأن جنوب إفريقيا تستند إليها في اتهاماتها. زكي القاضي أكد على أن فهم الاتفاقية وتاريخها أمر ضروري لفهم أبعاد القضية وتداعياتها المحتملة. وأشار إلى أن القضية تمثل تحدياً كبيراً للقانون الدولي، وأن نتائجها ستكون لها تأثيرات بعيدة المدى على العلاقات الدولية.

 

في الختام، أكد برنامج مسرح العمليات على أهمية متابعة تطورات الأوضاع في قطاع غزة، والجبهات المتداخلة معها، مشيراً إلى أن القضية المرفوعة أمام محكمة العدل الدولية تمثل جزءاً من صراع أوسع نطاقاً. البرنامج يواصل تقديم تغطية شاملة للأحداث المحلية والعالمية، وتحليل معمق للقضايا الهامة، بهدف توعية الجمهور وتزويده بالمعلومات اللازمة لفهم الأحداث الجارية. اليوم السابع، من خلال برنامج مسرح العمليات، تلتزم بتقديم صحافة مهنية وموضوعية، تسعى إلى كشف الحقائق وتسليط الضوء على القضايا التي تهم المجتمع. البرنامج يحرص على استضافة خبراء ومحللين متخصصين، لتقديم رؤى وتحليلات معمقة تساعد المشاهد على فهم الأحداث من مختلف الزوايا.