مع مرور الأيام واقتراب العام الجديد، يبدأ المسلمون في مختلف الدول العربية والإسلامية في العد التنازلي لشهر رمضان المبارك، أعظم شهور السنة. يحرص الجميع على معرفة موعد قدومه في العام الهجري الجديد 1447، والذي يتوقع أن يحمل معه نفحات روحانية وأجواء إيمانية ينتظرها الملايين بكل شوق وحنين، خاصة بعد انتهاء موسم الحج والاستعداد للعام الهجري المقبل. فالكل يتساءل: متى يحل علينا هذا الضيف الكريم؟ وكيف نستعد لاستقباله على أكمل وجه؟ إن شهر رمضان ليس مجرد شهر للصيام والامتناع عن الطعام والشراب، بل هو فرصة عظيمة للتغيير والتطوير الذاتي، وتقوية العلاقة مع الله عز وجل، وتعزيز الروابط الاجتماعية والإنسانية. لذلك، فإن الاستعداد المبكر لهذا الشهر الفضيل يعكس مدى حب المسلمين له وحرصهم على الاستفادة من كل لحظة فيه.

الموعد المتوقع لشهر رمضان 2026

وفقًا للتقديرات الفلكية المبدئية، يتوقع أن يأتي شهر رمضان في ربيع عام 2026. تشير الحسابات إلى أن أول يوم من شهر رمضان سيكون يوم الإثنين الموافق 16 فبراير 2026. هذا الموعد يعد تقريبيًا حسب الحسابات الفلكية وقد يختلف بيوم حسب الرؤية الشرعية. يتم استطلاع هلال شهر رمضان مساء يوم 29 من شهر شعبان 1447 هجريًا. تؤكد الهيئات الفلكية في مصر والسعودية ودول الخليج على دقة هذه التقديرات بنسب عالية. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن هذه التقديرات تعتمد على الحسابات الفلكية، وأن الرؤية الشرعية هي الفيصل في تحديد بداية الشهر الكريم. فالمسلمون ينتظرون بفارغ الصبر إعلان الجهات الرسمية عن رؤية الهلال لتحديد موعد بدء الصيام.

الفرق بين التقديرات الفلكية والرؤية الشرعية

رغم الاعتماد الكبير على الحسابات الفلكية، إلا أن الدول العربية تعتمد على الرؤية الشرعية. تعتمد الرؤية الشرعية على مشاهدة الهلال بالعين المجردة أو المناظير الفلكية. في حال تعذر الرؤية، يتم إتمام شهر شعبان ثلاثين يومًا. بعض الدول تلتزم بالرؤية الداخلية بينما تتبع أخرى إعلان السعودية. غالبًا لا يتجاوز الفرق بين الرؤية والفلك يومًا واحدًا. وهذا يدل على التقارب الكبير بين العلم الشرعي والعلم الفلكي، وأن كلاهما يهدف إلى تحديد بداية الشهر الكريم بدقة. فالعلم الفلكي يساعد في توقع موعد ظهور الهلال، بينما الرؤية الشرعية تؤكد هذا الموعد وتثبته.

استعدادات المسلمين لشهر رمضان

شهر رمضان لا يبدأ فجأة، بل يستعد له المسلمون من قبل قدومه بأشهر عديدة. تشمل الاستعدادات تجهيز النفس والروح بالصيام التطوعي وقراءة القرآن، ووضع خطط للعبادة وتخصيص وقت يومي للدعاء والذكر، وشراء احتياجات رمضان وتنظيم الميزانية مسبقًا. كما تشمل التجهيزات العمل الخيري والزكاة والتبرعات للمحتاجين. فالمسلمون يستغلون هذه الفترة للتقرب إلى الله عز وجل، وتنقية قلوبهم من الشوائب، والتوبة من الذنوب، والاستعداد لاستقبال الشهر الكريم بقلوب خاشعة ونفوس مطمئنة. إن الاستعداد الروحي والمعنوي لا يقل أهمية عن الاستعداد المادي، بل هو الأساس الذي يقوم عليه صيام مقبول وعبادة خالصة.

العد التنازلي لشهر رمضان

العد التنازلي لشهر رمضان بدأ بالفعل، ومع بقاء 227 يومًا فقط يشعر الجميع بالحماس لعودة الأجواء الرمضانية من صيام وقيام ولمة العائلة على الإفطار والسحور. لذا فإن التحضير المبكر لاستقبال هذا الشهر الكريم يعكس حب المسلمين لهذا الوقت المميز وحرصهم على الاستفادة من كل لحظة فيه بكل طاعة. فالكل يتذكر ليالي رمضان الجميلة، وأجوائه الروحانية، وصلة الرحم التي تتجدد فيه، والتراويح التي تملأ المساجد، والدعوات التي ترفع إلى السماء. إن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة، وشهر العتق من النار، وشهر الفوز بالجنة. فلنجعل هذا الشهر بداية جديدة لحياة أفضل، ولنستغل كل لحظة فيه للتقرب إلى الله عز وجل، ولتحقيق أهدافنا الدينية والدنيوية.