أكد الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، أن لا علاقة لحزب الوفد ككيان سياسي بالقرآن الكريم، موضحًا أن ما قصده تحديدًا هو لفظ "الوفد" في معناه اللغوي، وليس الحزب ذاته من حيث النشأة أو الطبيعة أو النشاط السياسي. وقد جاء هذا التوضيح على خلفية تفسيرات وتأويلات انتشرت بعد تصريحات أدلى بها الدكتور يمامة في حوار صحفي، حيث تم اقتطاع جزء من سياق الحديث وتفسيره بشكل مغاير لما قصده. وشدد الدكتور يمامة على أن الهدف من التصريح كان لغويًا بحتًا، ولا يمت بصلة لأي دلالات سياسية أو دينية تتعلق بالحزب. وأكد أن حزب الوفد حزب سياسي له تاريخه ومبادئه وأهدافه الواضحة، وأن ربطه بالقرآن الكريم من خلال اللفظ فقط هو أمر غير منطقي ومخالف للحقيقة. يهدف هذا التوضيح إلى إزالة أي لبس أو غموض قد يكون نشأ نتيجة للتفسيرات الخاطئة لتصريحاته.
الآية الكريمة في سورة مريم وسياقها اللغوي
أوضح الدكتور يمامة أن الإشارة كانت إلى اللفظ الوارد في الآية 86 من سورة مريم، التي تقول: "يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدًا"، وهو مشهد يتعلق بمكانة المتقين يوم القيامة، فيما تتحدث الآية التالية مباشرة عن مصير المجرمين في قوله تعالى: "ونسوق المجرمين إلى جهنم وردًا". وأكد أن استخدام كلمة "وفدًا" في هذا السياق القرآني يعبر عن الجماعة المؤمنة التي تحظى بتكريم الله ورضوانه، وأن هذا المعنى اللغوي هو ما قصده تحديدًا في حديثه. ولم يقصد بأي حال من الأحوال ربط هذا المعنى الروحاني والعميق بحزب الوفد ككيان سياسي. وأضاف أن اللغة العربية لغة واسعة وغنية بالمعاني والدلالات، وأن استخدام كلمة معينة في سياق معين لا يعني بالضرورة أنها تحمل نفس المعنى في سياق آخر. لذلك، يجب فهم التصريحات في سياقها اللغوي الصحيح وعدم تحميلها بتفسيرات غير مقصودة.
تصيد متعمد للكلمة وتجاهل للمضمون
أضاف رئيس الوفد: "أؤكد أن ما حدث هو تصيد متعمد لكلمة واضحة ومقصودة في سياقها اللفظي فقط، ولا علاقة لها على الإطلاق بحزب الوفد كحزب سياسي. وقد جاءت تلك الإشارة في نهاية حوار تناول قضايا سياسية جادة تخص الحزب والدولة المصرية، وكنت أتمنى أن يكون التركيز منصبًا على مضمون الحوار وما طرح فيه من قضايا مهمة، بدلاً من الدخول في تأويلات لا أساس لها وغير منطقية". وأعرب الدكتور يمامة عن استيائه من الطريقة التي تم بها التعامل مع تصريحاته، مؤكدًا أن التركيز على كلمة واحدة واقتطاعها من سياقها الأصلي يهدف إلى تضليل الرأي العام والتشويش على الحقائق. وشدد على أهمية التركيز على القضايا الجوهرية التي تهم المواطن المصري، بدلاً من الانشغال بتفاصيل هامشية لا تخدم المصلحة العامة. ودعا وسائل الإعلام إلى التحلي بالمسؤولية والموضوعية في نقل الأخبار والمعلومات، وتجنب الإثارة والتشويه.
حزب الوفد وقضايا الدولة المصرية
أكد الدكتور يمامة أن حزب الوفد يولي اهتمامًا كبيرًا بالقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجه الدولة المصرية، وأنه يعمل جاهدًا على تقديم حلول ومقترحات عملية تساهم في تحقيق التنمية والازدهار. وأشار إلى أن الحزب لديه رؤية واضحة وشاملة لمستقبل مصر، وأنه يسعى إلى تحقيق هذه الرؤية من خلال العمل الجاد والمثابرة والتواصل المستمر مع المواطنين. وأضاف أن حزب الوفد يؤمن بأهمية الحوار والتوافق الوطني، وأنه يسعى إلى بناء جسور من الثقة والتفاهم بين جميع القوى السياسية في البلاد. وشدد على أن الحزب سيظل مدافعًا عن مصالح الوطن والمواطنين، وسيعمل على تحقيق العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص لجميع المصريين.
دعوة إلى التركيز على القضايا الجادة
في ختام تصريحاته، دعا الدكتور عبد السند يمامة وسائل الإعلام والجمهور إلى التركيز على القضايا الجادة التي تواجه البلاد، وتجنب الانشغال بالتفاصيل الهامشية والتأويلات غير المنطقية. وأكد أن مصر تواجه تحديات كبيرة تتطلب تضافر الجهود والعمل المشترك من أجل تحقيق التقدم والازدهار. ودعا إلى نبذ الخلافات والانقسامات والتركيز على المصالح العليا للوطن. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل مصر، مؤكدًا أن الشعب المصري قادر على تجاوز جميع التحديات وتحقيق آماله وطموحاته. وجدد التأكيد على أن حزب الوفد سيظل وفياً لمبادئه وقيمه، وسيعمل على خدمة الوطن والمواطنين بكل إخلاص وتفانٍ.