براد شاى وسمكة أغرب توابيت الموتى فى غانا.. تعرف على تقاليدهم فى الجنائز

توابيت غانا: أكثر من مجرد صندوق للموتى

تتميز غانا بتقاليد جنائزية فريدة من نوعها، حيث يتحول الموت إلى احتفال بالحياة وتعبير عن شخصية الراحل. ليست التوابيت مجرد صناديق بسيطة لحمل الجثمان، بل هي أعمال فنية معقدة تعكس مهنة المتوفى أو هواياته أو حتى مكانته الاجتماعية. توابيت على شكل أسماك، طائرات، سيارات، وحتى زجاجات كوكاكولا – كل هذه التوابيت وأكثر تجسد فلسفة غانية عميقة الجذور حول الموت والحياة الآخرة. يعد براد شاى أحد أشهر صانعي هذه التوابيت الفنية، وقد ساهم بشكل كبير في نشر هذه الثقافة الغانية عالمياً، من خلال معارضه الفنية وورش العمل التي يقدمها حول العالم. فبالنسبة للغانيين، الموت ليس نهاية المطاف، بل هو انتقال إلى عالم آخر، ويجب أن يكون هذا الانتقال احتفالياً ومبهجاً قدر الإمكان. لذلك، فإن التابوت المصمم خصيصاً يعكس شخصية الراحل، ويحمل رسالة إلى العالم الآخر حول حياته وإنجازاته.

السمكة كرمز في الثقافة الغانية

التابوت على شكل سمكة يحظى بشعبية كبيرة في غانا، خاصة بين الصيادين وأولئك الذين يعيشون بالقرب من الساحل. السمكة ليست مجرد وسيلة رزق، بل هي رمز للوفرة والرخاء والارتباط العميق بالبحر. لذلك، فإن اختيار تابوت على شكل سمكة يعبر عن تقدير الراحل لمهنته وارتباطه الوثيق بالبحر. تتميز هذه التوابيت بتفاصيل دقيقة تحاكي شكل السمكة الحقيقي، بدءاً من القشور وصولاً إلى الزعانف والعيون. يستخدم صانعو التوابيت مواد مختلفة في صناعتها، مثل الخشب والطلاء والأقمشة، لخلق تحفة فنية فريدة من نوعها. بالإضافة إلى ذلك، فإن اختيار لون التابوت يحمل دلالات رمزية، فالألوان الزاهية تعبر عن الفرح والاحتفال بالحياة، بينما الألوان الداكنة تعبر عن الحزن والحداد. ولكن بشكل عام، تسعى العائلات الغانية إلى اختيار الألوان التي تعكس شخصية الراحل وتفضيلاته.

تقاليد الجنائز في غانا: احتفال بالحياة

الجنائز في غانا ليست مجرد مراسم حزينة، بل هي احتفالات ضخمة تستمر لعدة أيام، وتتضمن الموسيقى والرقص والطعام والشراب. تشارك العائلة والأصدقاء والجيران في هذه الاحتفالات، للتعبير عن حزنهم ومواساة بعضهم البعض، وتكريم ذكرى الراحل. تعتبر الجنائز فرصة لجمع شمل العائلة والأصدقاء، وتقوية الروابط الاجتماعية. غالباً ما يتم ارتداء ملابس خاصة في الجنائز، تعكس الحزن والفرح في آن واحد. كما يتم تقديم الهدايا والتبرعات للعائلة، للمساعدة في تغطية تكاليف الجنازة. تعتبر الجنائز مكلفة للغاية في غانا، ولكن العائلات تحرص على إقامة جنازة لائقة بالراحل، تعكس مكانته الاجتماعية وأهميته في المجتمع. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجنائز الغانية تتضمن العديد من الطقوس والتقاليد القديمة، التي تعود إلى قرون مضت، وتعكس المعتقدات الروحية للغانيين.

براد شاى: سفير ثقافة التوابيت الغانية

براد شاى هو فنان غاني مشهور عالمياً، بفضل إبداعاته الفريدة في صناعة التوابيت الفنية. قام شاى بعرض أعماله في العديد من المعارض الفنية حول العالم، وحظي بتقدير كبير من النقاد والجمهور على حد سواء. يعتبر شاى سفيراً لثقافة التوابيت الغانية، حيث يسعى إلى نشر هذه الثقافة الفريدة وتعريف العالم بها. يقدم شاى ورش عمل حول صناعة التوابيت، لتعليم الآخرين كيفية صناعة هذه الأعمال الفنية، والحفاظ على هذا التراث الثقافي الغاني. يعتقد شاى أن التوابيت ليست مجرد صناديق للموتى، بل هي أعمال فنية تعبر عن الحياة والإبداع والأمل. ويرى أن صناعة التوابيت هي وسيلة للحفاظ على ذاكرة الراحل، وتخليد ذكراه. تأثر شاى بالتقاليد الغانية القديمة، وحاول دمج هذه التقاليد في أعماله الفنية، لخلق أعمال فريدة من نوعها.

التوابيت الغانية: مزيج من الفن والثقافة والمعتقد

في الختام، تعتبر التوابيت الغانية مزيجاً فريداً من الفن والثقافة والمعتقد. فهي ليست مجرد صناديق للموتى، بل هي أعمال فنية تعبر عن الحياة والإبداع والأمل. تعكس هذه التوابيت شخصية الراحل ومهنته وهواياته ومكانته الاجتماعية. تعتبر الجنائز في غانا احتفالات ضخمة بالحياة، تتضمن الموسيقى والرقص والطعام والشراب. يسعى الغانيون إلى إقامة جنازة لائقة بالراحل، تعكس مكانته الاجتماعية وأهميته في المجتمع. يساهم فنانون مثل براد شاى في نشر هذه الثقافة الفريدة وتعريف العالم بها. تعتبر التوابيت الغانية دليلاً على أن الموت ليس نهاية المطاف، بل هو انتقال إلى عالم آخر، ويجب أن يكون هذا الانتقال احتفالياً ومبهجاً قدر الإمكان. لذلك، فإن التابوت المصمم خصيصاً يحمل رسالة إلى العالم الآخر حول حياة الراحل وإنجازاته، ويخلد ذكراه إلى الأبد. توابيت غانا هي أكثر من مجرد توابيت، إنها تعبير عن الحياة!