"الرجل الذى لا يموت" يعكر صفو ترامب.. رئيس النواب ينضم لدعوات "MAGA" وعدد من الجمهوريين بالكونجرس للإفراج عن "ملفات ابستين".. الديمقراطيون يستمتعون بـ"صدع نادر" بين ترامب ومؤيديه.. ودونالد يعلق: قضية "حقيرة"
تصاعد الضغوط على ترامب بشأن "ملفات ابستين"
تتصاعد حدة الجدل السياسي في الولايات المتحدة حول ما بات يعرف بـ "ملفات ابستين"، والتي تتعلق بشبكة العلاقات المحيطة برجل الأعمال الراحل جيفري ابستين المتهم بالتحرش الجنسي بقاصرات. الضغوط تتزايد بشكل خاص على الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي وجد نفسه في مرمى نيران حلفائه السياسيين وخصومه على حد سواء. الشرارة التي أشعلت هذه الموجة الجديدة من الجدل كانت تصريحات منسوبة لترامب حول القضية، والتي وصفت بأنها "حقيرة"، ما أثار استياء قطاع واسع من مؤيديه الذين يرون في القضية فرصة لكشف الفساد المستشري في النخبة السياسية والاقتصادية الأمريكية. رئيس مجلس النواب انضم مؤخراً إلى الأصوات المطالبة بالإفراج الكامل عن "ملفات ابستين"، في خطوة مفاجئة اعتبرها البعض تحدياً مباشراً لترامب وتأكيداً على عمق الانقسامات داخل الحزب الجمهوري.
انقسام الجمهوريين حول استراتيجية التعامل مع القضية
الانقسام داخل الحزب الجمهوري حول كيفية التعامل مع قضية "ابستين" أصبح واضحاً للعيان. ففي حين يرى قطاع كبير من قاعدة الحزب، وخاصةً المنتمين إلى حركة "MAGA" (اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى)، أن الإفراج عن الملفات يمثل ضرورة قصوى لكشف الحقائق ومحاسبة المتورطين، يخشى آخرون من أن يؤدي ذلك إلى إحراج شخصيات جمهورية بارزة وتشويه صورة الحزب قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة. عدد من أعضاء الكونجرس الجمهوريين انضموا أيضاً إلى المطالبين بالإفراج عن الملفات، ما يعكس تنامي الضغط على قيادة الحزب لاتخاذ موقف واضح وصريح من القضية. هذا الانقسام يضع ترامب في موقف حرج، حيث يجد نفسه مضطراً للموازنة بين الحفاظ على ولاء قاعدته الشعبية وتجنب إثارة المزيد من الجدل حول القضية التي قد تضر بفرصه في العودة إلى البيت الأبيض.
الديمقراطيون يستغلون "الصدع النادر"
في المقابل، يبدو أن الديمقراطيين يراقبون هذا "الصدع النادر" بين ترامب ومؤيديه عن كثب، ويستغلونه سياسياً لتعزيز مواقعهم. ففي حين يتجنبون الخوض بشكل مباشر في تفاصيل القضية، يركزون على تصوير ترامب على أنه شخص يحاول التستر على الحقائق وحماية المتورطين في الفساد. الديمقراطيون يدركون أن هذه القضية تمثل فرصة ذهبية لتقويض شعبية ترامب وتشويه صورته أمام الناخبين، خاصةً أولئك الذين صوتوا له في الانتخابات السابقة. كما أنهم يسعون إلى استغلال الانقسام داخل الحزب الجمهوري لتعزيز فرصهم في الفوز بالانتخابات الرئاسية والسيطرة على الكونجرس.
ترامب يصف القضية بـ "الحقيرة"
تصريحات ترامب حول القضية، والتي وصفها بأنها "حقيرة"، أثارت عاصفة من الانتقادات ضده. فقد اعتبرها البعض محاولة للتقليل من أهمية القضية والتغطية على الحقائق، بينما رأى فيها آخرون تعبيراً عن ازدراء للضحايا وأسرهم. دونالد ترامب دافع عن تصريحاته لاحقاً، مؤكداً أنه كان يقصد أن القضية تستخدم لأغراض سياسية لتشويه سمعته والإضرار بفرصه في الانتخابات. إلا أن هذه التوضيحات لم تنجح في تهدئة الغضب الشعبي، واستمرت الضغوط عليه للإدلاء بشهادته وتقديم المزيد من المعلومات حول علاقته بجيفري ابستين.
مستقبل القضية وتأثيرها على المشهد السياسي
يبقى مستقبل قضية "ملفات ابستين" وتأثيرها على المشهد السياسي الأمريكي غير واضح المعالم. ففي حين يرى البعض أن الإفراج عن الملفات قد يؤدي إلى كشف المزيد من الحقائق ومحاسبة المتورطين، يخشى آخرون من أن يؤدي ذلك إلى إثارة المزيد من الفوضى والانقسامات في المجتمع. من المؤكد أن القضية ستظل موضوعاً ساخناً في الأشهر المقبلة، وستلعب دوراً هاماً في تشكيل الرأي العام والتأثير على نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة. الضغط على ترامب للإدلاء بشهادته وتقديم المزيد من المعلومات سيستمر، ومن المرجح أن تتصاعد حدة الجدل السياسي حول القضية مع اقتراب موعد الانتخابات.