إيران ترفع اسم قاتل السادات عن أحد شوارعها.. وتطلق اسم حسن نصرالله

في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، قامت السلطات الإيرانية بإعادة تسمية شارع "خالد الإسلامبولي"، الذي كان يحمل اسم قاتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، ليصبح شارع "حسن نصرالله"، الأمين العام لحزب الله. هذا الإعلان، الذي نشرته رباب فتحي يوم الثلاثاء، 15 يوليو 2025، في تمام الساعة 08:03 مساءً، أثار ردود فعل متباينة، خاصة في ظل العلاقات المتوترة تاريخياً بين مصر وإيران بسبب هذه القضية تحديداً. القرار يأتي في سياق استمرار الدعم الإيراني لحزب الله، واعتباره جزءاً من "محور المقاومة" في المنطقة. ويعتبر هذا التحرك بمثابة رسالة سياسية واضحة من طهران، تعكس توجهاتها الإقليمية وتعزيز علاقاتها مع حلفائها. الخطوة تهدف إلى تكريم حسن نصرالله، وتأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحولات جيوسياسية كبيرة، مما يضيف بعداً إضافياً إلى هذا الحدث.

أقيم حفل رسمي في الدائرة السادسة بطهران، بحضور عدد من المسؤولين الإيرانيين، لإطلاق اسم حسن نصرالله على الشارع. ووفقًا لموقع "إيران إنترناشونال"، كان من بين الحضور محمد حسن أختري، رئيس "لجنة دعم الثورة الإسلامية للشعب الفلسطيني"، وميثم عمرودي، المستشار الثقافي لعمدة طهران، ومرتضى روحاني، عمدة الدائرة السادسة. وشهد الحفل وضع لوحة تذكارية تكريماً لحسن نصرالله. وقد صرح أختري خلال الحفل بأن "طهران، قلب العالم الإسلامي النابض، يجب أن تعكس هويتها في قلب المدينة.. إن تسمية شارع باسم حسن نصرالله تُجسّد ارتباط طهران بحركة المقاومة". هذا التصريح يوضح الرؤية الإيرانية لأهمية هذه الخطوة، ويعكس سعيها لتقديم نفسها كمركز رئيسي لدعم الحركات التي تعتبرها "مقاومة" في المنطقة. كما يظهر حرص النظام الإيراني على استغلال هذه المناسبة لتعزيز صورته الإقليمية والدولية.

شارع "خالد الإسلامبولي" كان قد سُمّي بهذا الاسم في أوائل الثمانينيات، بعد اغتيال الرئيس أنور السادات في عام 1981. وقد أثار هذا الأمر احتجاجات متكررة من الحكومة المصرية، وتسبب في توتر العلاقات بين البلدين لعقود طويلة. فقد كانت القاهرة تعتبر تسمية الشارع تكريماً لقاتل رئيسها، وهو ما يمثل إهانة مباشرة لمصر وشعبها. وعلى الرغم من محاولات التقارب بين البلدين في فترات مختلفة، إلا أن هذه القضية ظلت تشكل عائقاً رئيسياً أمام تحسين العلاقات الثنائية. قرار إعادة تسمية الشارع، الذي أعلنه مجلس مدينة طهران الشهر الماضي، جاء بعد تنسيق مع وزارة الخارجية الإيرانية، وتمت مناقشة عدة اقتراحات بديلة قبل الاستقرار على اسم حسن نصرالله.

تعتبر إعادة تسمية الشارع خطوة رمزية ذات دلالات سياسية عميقة. فهي تعكس استمرار الدعم الإيراني لحزب الله، وتجاهل طهران للمطالبات المصرية السابقة بإزالة اسم الإسلامبولي. كما أنها تأتي في سياق التنافس الإقليمي بين إيران ودول أخرى في المنطقة، وخاصة تلك التي تعتبر حزب الله منظمة إرهابية. ومن المتوقع أن تثير هذه الخطوة ردود فعل غاضبة من جانب الحكومة المصرية، وربما تؤدي إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين البلدين. كما أنها قد تثير انتقادات دولية، خاصة من جانب الدول التي تتهم إيران بدعم الإرهاب وتقويض الاستقرار الإقليمي.

في الختام، فإن قرار إيران بإعادة تسمية شارع خالد الإسلامبولي باسم حسن نصرالله يمثل تطوراً مهماً في العلاقات الإقليمية، ويحمل دلالات سياسية عميقة. فهو يعكس استمرار الدعم الإيراني لحزب الله، وتجاهل طهران للمطالبات المصرية السابقة. ومن المرجح أن يؤدي هذا القرار إلى مزيد من التوتر في العلاقات بين مصر وإيران، وإلى انتقادات دولية لطهران. ويبقى أن نرى كيف ستتطور الأمور في المستقبل، وما إذا كانت هذه الخطوة ستؤثر على المشهد السياسي في المنطقة بشكل عام. تعتبر هذه الخطوة تصعيداً من الجانب الإيراني.