أوروبا على صفيح ساخن.. حرائق الغابات عرض مستمر حول العالم
تشهد أوروبا صيفًا لاهبًا في عام 2025، حيث تجتاح موجة حر شديدة القارة، وتتسبب في اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق. تواجه العديد من الدول الأوروبية تحديات جمة في مكافحة هذه الحرائق، مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي، مما يزيد من صعوبة السيطرة عليها. بالإضافة إلى ذلك، تسببت موجة الحر في مشاكل أخرى، مثل ارتفاع استهلاك الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي، مما يؤثر على حياة المواطنين والقطاعات الاقتصادية المختلفة. الجهود الأوروبية متضافرة للحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، في محاولة جادة لمواجهة هذه التحديات المناخية المتزايدة. أكرم القصاص وعلا الشافعي من اليوم السابع يقدمان تغطية شاملة لهذه الأحداث.
حرائق الغابات تلتهم مساحات واسعة
تسببت الحرائق في دمار هائل للمساحات الخضراء والغابات في العديد من الدول الأوروبية. رجال الإنقاذ يبذلون جهودًا مضنية لإخماد النيران، ولكن ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية يعرقلان جهودهم. في إسبانيا، تسبب حريق كبير في ظهور سحابة كثيفة من الرماد والدخان، ارتفعت إلى ارتفاع 14 ألف متر في السماء، مما يجعلها الأكبر التي سجلها رجال الإطفاء في شمال شرق البلاد. هذا الحريق الضخم يمثل تحديًا كبيرًا لفرق الإطفاء، ويتطلب تنسيقًا دوليًا لمواجهته. تأثير هذه الحرائق لا يقتصر على تدمير الغابات، بل يمتد ليشمل تلوث الهواء وتأثيرات صحية على السكان المحليين.
موجة الحر تزيد الضغط على البنية التحتية
بالإضافة إلى حرائق الغابات، تسببت موجة الحر في مشاكل أخرى، مثل ارتفاع استهلاك الكهرباء وانقطاع التيار الكهربائي. في إيطاليا، صدرت تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة في 17 مدينة، وأدى ارتفاع درجات الحرارة المصاحبة له إلى إجهاد شبكة الكهرباء وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي. انقطع التيار الكهربائي عن أجزاء من مركز فلورنسا التاريخي، المكتظ بالفنادق والمطاعم والمتاجر، إثر ارتفاع حاد في استهلاك الكهرباء، وفقًا لشركة الطاقة "إينيل". هذه الانقطاعات تؤثر على السياحة والاقتصاد المحلي، وتزيد من معاناة السكان في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
إجراءات احترازية لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة
لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة، اتخذت العديد من الدول الأوروبية إجراءات احترازية. في سويسرا، تم إغلاق أحد المفاعلين في محطة الطاقة النووية بيزناو كجزء من الجهود المبذولة لمنع الاحترار المفرط لنهر آري، حتى لا يشكل عبئا إضافيا على الحياة البرية والنظام البيئي العام في الطقس الحار بالفعل، حسبما قالت شركة أكسبو المشغلة للمحطة. هذه الإجراءات تهدف إلى حماية البيئة والحياة البرية، وتقليل الضغط على الموارد الطبيعية في ظل الظروف المناخية القاسية. هذه الإجراءات تظهر الوعي المتزايد بأهمية حماية البيئة في مواجهة التغيرات المناخية.
جهود الاتحاد الأوروبي للحد من الانبعاثات
في ظل هذه الظروف المناخية القاسية، يضاعف الاتحاد الأوروبي جهوده للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. تم وضع خطط طموحة لتقليل الانبعاثات، وتشجيع استخدام الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة استخدام الطاقة. هذه الجهود تهدف إلى تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ، والحد من تأثيرات التغير المناخي على المدى الطويل. التعاون الدولي ضروري لمواجهة هذه التحديات العالمية، وتبادل الخبرات والمعرفة بين الدول المختلفة يمكن أن يساهم في إيجاد حلول فعالة لمشكلة التغير المناخي. محمد غنيم يتابع عن كثب هذه التطورات.