في خطوة أثارت جدلاً واسعًا، قامت السلطات الإيرانية رسميًا بتغيير اسم شارع "خالد الإسلامبولي" في طهران، ليحمل اسم "حسن نصر الله"، الأمين العام لحزب الله. أقيم حفل رسمي في الدائرة السادسة بطهران بمناسبة هذا التغيير، و وُضعت لوحة تذكارية تكريمًا لنصر الله. يأتي هذا القرار بعد سنوات من الاحتجاجات المصرية على تسمية الشارع باسم خالد الإسلامبولي، المتهم باغتيال الرئيس المصري أنور السادات في عام 1981. ويعكس هذا التحول في التسمية تحولًا في التحالفات الإقليمية والرسائل السياسية التي ترغب إيران في إيصالها.
ووفقًا لموقع "إيران إنترناشونال"، حضر الحفل عدد من المسؤولين الإيرانيين البارزين، بمن فيهم محمد حسن أختري، رئيس "لجنة دعم الثورة الإسلامية للشعب الفلسطيني"، وميثم عمرودي، المستشار الثقافي لعمدة طهران، ومرتضى روحاني، عمدة الدائرة السادسة. وأكد أختري خلال الحفل على أن "طهران، قلب العالم الإسلامي النابض، يجب أن تعكس هويتها في قلب المدينة.. إن تسمية شارع باسم حسن نصرالله تُجسّد ارتباط طهران بحركة المقاومة". هذا التصريح يسلط الضوء على رؤية النظام الإيراني لدور حسن نصر الله كرمز للمقاومة، وهو ما يبرر هذا التكريم الرسمي بتسمية أحد شوارع العاصمة باسمه.
تاريخيًا، كانت تسمية شارع باسم خالد الإسلامبولي في طهران في أوائل الثمانينيات بمثابة شرارة للعديد من الاحتجاجات من جانب الحكومة المصرية، التي اعتبرت ذلك بمثابة دعم صريح لعملية الاغتيال وتدخلاً في الشؤون الداخلية المصرية. ساهمت هذه القضية في توتر العلاقات بين البلدين لسنوات طويلة. ومع ذلك، فإن قرار إعادة تسمية الشارع يعكس تحولًا في السياسة الإيرانية، ربما بهدف تخفيف التوترات أو إعادة توجيه الرسائل السياسية نحو قضايا أخرى تعتبرها إيران أكثر أهمية في الوقت الحالي. وأعلن مجلس مدينة طهران الشهر الماضي عن قرار إعادة تسمية الشارع، مؤكدًا أنه جاء "بعد التنسيق مع وزارة الخارجية".
الجدير بالذكر أن خالد الإسلامبولي كان ضابطًا في الجيش المصري، وأدين بتهمة اغتيال الرئيس أنور السادات خلال عرض عسكري في عام 1981. أثارت عملية الاغتيال صدمة كبيرة في مصر والعالم العربي، وأدت إلى تغييرات جذرية في السياسة المصرية الداخلية والخارجية. وبعد إعدام الإسلامبولي، تحول إلى رمز في بعض الأوساط المتطرفة، وهو ما استغلته إيران في تسمية الشارع باسمه في فترة الثمانينيات. أما الآن، ومع استبدال اسمه باسم حسن نصر الله، فإن إيران تحاول ربما تغيير هذه الصورة النمطية وتقديم نفسها كداعمة لحركات المقاومة في المنطقة، مع التركيز على شخصيات تعتبر أكثر قبولاً على نطاق واسع.
تبقى تداعيات هذا القرار محل ترقب، خاصة فيما يتعلق بالعلاقات المصرية الإيرانية. فبينما قد يرى البعض في هذه الخطوة محاولة لتحسين العلاقات، قد يرى آخرون أنها مجرد تغيير تكتيكي لا يعكس تحولًا حقيقيًا في السياسة الإيرانية تجاه مصر. وعلى الرغم من ذلك، فإن هذا الحدث يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين البلدين، وكيف ستتعامل مصر مع هذه الخطوة التي تحمل دلالات سياسية عميقة.