ضبط لص سرق عكازات كبار السن بمسجد بأسيوط

في واقعة أثارت الاستياء والغضب بين أهالي محافظة أسيوط، تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط لص قام بسرقة عكازات خاصة بكبار السن المصلين في أحد المساجد. الحادثة، التي وصفت بأنها "جريمة لا إنسانية"، أظهرت استغلالاً بشعاً لحاجة المسنين وضعفهم. تفاصيل الواقعة تشير إلى أن اللص، مستغلاً فترة انشغال المصلين بالصلاة، قام بالدخول إلى المسجد وتجميع العكازات التي يعتمد عليها كبار السن في حركتهم، ثم قام بالخروج بها بهدوء محاولاً التواري عن الأنظار. لم يتضح بعد الدافع وراء هذه السرقة الغريبة، إلا أن التحقيقات جارية لكشف ملابسات القضية وتحديد ما إذا كان اللص يعاني من اضطرابات نفسية أو يتبع عصابة متخصصة في سرقة متعلقات المساجد.

فور اكتشاف السرقة، قام رواد المسجد بإبلاغ الشرطة، التي تحركت على الفور لجمع الأدلة وتفريغ كاميرات المراقبة الموجودة في محيط المسجد. تمكنت الشرطة، بفضل سرعة استجابتها والتعاون من الأهالي، من تحديد هوية اللص وتتبعه وضبطه في وقت قياسي. أثناء عملية الضبط، عثر بحوزة اللص على عدد من العكازات المسروقة، بالإضافة إلى أدوات أخرى يشتبه في استخدامها في عمليات السرقة. أكد شهود عيان من رواد المسجد أن العكازات المسروقة كانت تمثل أهمية بالغة لكبار السن، حيث أنها تساعدهم على الحركة والتنقل داخل المسجد وخارجه. وأعربوا عن استيائهم الشديد من هذا الفعل المشين، الذي ينم عن قلة مروءة وعدم احترام لكبار السن.

تعتبر سرقة متعلقات المساجد، وخاصة تلك التي تخص كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، جريمة مضاعفة. فهي لا تمثل اعتداء على الممتلكات العامة فحسب، بل تمثل أيضاً انتهاكاً لحرمة بيوت الله واستغلالاً لحاجة الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع. وقد طالب العديد من الأهالي بتوقيع أقصى العقوبات على اللص، ليكون عبرة لغيره ممن تسول لهم أنفسهم القيام بأفعال مماثلة. كما دعوا إلى تشديد الرقابة الأمنية على المساجد، وتوفير المزيد من الحماية لكبار السن والمصلين، لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤسفة.

من جانبها، أكدت مديرية أوقاف أسيوط إدانتها الشديدة لهذا الفعل المشين، وأعلنت عن اتخاذها إجراءات عاجلة لتوفير عكازات بديلة لكبار السن الذين فقدوا عكازاتهم المسروقة. كما أكدت المديرية على أهمية التعاون بين الأوقاف والمجتمع المدني والأجهزة الأمنية في حماية المساجد والحفاظ على سلامة المصلين. وشددت على ضرورة تفعيل دور لجان المصالحة في المساجد، لحل المشاكل والخلافات التي قد تنشأ بين المصلين، ومنع استغلال المساجد في أغراض غير مشروعة. وأهابت المديرية بالمواطنين بالإبلاغ الفوري عن أي سلوكيات مشبوهة داخل المساجد أو في محيطها، للمساهمة في الحفاظ على الأمن والاستقرار.

تُظهر هذه الواقعة أهمية التكاتف المجتمعي والتعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية في مكافحة الجريمة والحفاظ على الأمن والاستقرار. كما تؤكد على ضرورة الاهتمام بالفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع، وتوفير الحماية اللازمة لهم، لضمان حصولهم على حقوقهم كاملة، وعدم استغلال حاجتهم وضعفهم من قبل ضعاف النفوس. إن مكافحة الجريمة ليست مسؤولية الأجهزة الأمنية وحدها، بل هي مسؤولية مجتمعية مشتركة، تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الصفوف، لضمان بناء مجتمع آمن ومزدهر للجميع. القضية الآن في يد النيابة العامة التي تجري تحقيقات موسعة لكشف جميع جوانبها، تمهيداً لتقديم المتهم للمحاكمة العادلة.