أكد مسؤولون على أهمية المؤتمرات الجماهيرية القادمة في إلقاء الضوء على طبيعة اختصاصات مجلس الشيوخ، وتمييزها عن صلاحيات مجلس النواب. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود متواصلة لتعزيز الوعي السياسي لدى المواطنين وتمكينهم من فهم الأدوار المختلفة للمؤسسات التشريعية في الدولة. وتهدف هذه المؤتمرات إلى توضيح المسؤوليات والمهام التي يضطلع بها أعضاء مجلس الشيوخ، وكيفية مساهمتهم في صياغة السياسات العامة واتخاذ القرارات المصيرية التي تؤثر على حياة المواطنين. بالإضافة إلى ذلك، تسعى هذه الفعاليات إلى تعزيز الشفافية والمشاركة المجتمعية في العملية التشريعية، من خلال إتاحة الفرصة للمواطنين لطرح الأسئلة والاستفسارات والتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم.

 

كما تهدف المؤتمرات الجماهيرية إلى التعريف بالمواصفات المطلوبة في النائب المناسب لمجلس الشيوخ، مع التركيز على أهمية اختيار مرشحين يتمتعون بالكفاءة والخبرة والنزاهة والقدرة على تمثيل مصالح المواطنين والدفاع عن حقوقهم. وشدد المتحدثون على ضرورة أن يكون أعضاء مجلس الشيوخ على دراية بالتحديات التي تواجه المجتمع، وأن يكونوا قادرين على تقديم حلول مبتكرة وفعالة للتغلب على هذه التحديات.

 

بالإضافة إلى ذلك، أكدوا على أهمية أن يتمتع أعضاء مجلس الشيوخ بالقدرة على التواصل الفعال مع المواطنين والاستماع إلى مشاكلهم واقتراحاتهم، وأن يكونوا ملتزمين بالعمل بجد وإخلاص لخدمة الصالح العام. إن اختيار نواب أكفاء ومؤهلين لمجلس الشيوخ يمثل خطوة حاسمة نحو تعزيز دور المجلس في تحقيق التنمية المستدامة والرخاء الاجتماعي.

 

ولم يقتصر التركيز على مواصفات النائب فحسب، بل امتد ليشمل آليات محاسبة الناخب للنائب، بما يضمن أداءً فعّالًا يتناسب مع حجم الدور الملقى على عاتق المجلس. وأكد المشاركون على أهمية تفعيل دور المواطنين في الرقابة على أداء أعضاء مجلس الشيوخ ومحاسبتهم على تقصيرهم أو إهمالهم. وأشاروا إلى أن هناك العديد من الآليات التي يمكن للمواطنين استخدامها لمساءلة نوابهم، مثل التواصل المباشر معهم عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي، والمشاركة في اللقاءات الجماهيرية التي يعقدها النواب، وتقديم الشكاوى والمقترحات إلى لجان المجلس،

والتصويت ضدهم في الانتخابات القادمة إذا لم يكونوا راضين عن أدائهم. إن تفعيل آليات المحاسبة يضمن أن يعمل أعضاء مجلس الشيوخ بجد وإخلاص لخدمة مصالح المواطنين، وأن يكونوا مسؤولين أمامهم عن قراراتهم وأفعالهم.

 

وأكد نائب رئيس حزب مستقبل وطن على جاهزية الحزب المستمرة للتفاعل مع المواطنين، مشيرًا إلى أن كوادر الحزب في المحافظات تحرص دائمًا على توصيل الرسالة السياسية والبرلمانية للحزب بشكل دائم، يعكس انحيازه الحقيقي لقضايا المواطن المصري. وأشار إلى أن الحزب يولي اهتمامًا كبيرًا بالتواصل المباشر مع المواطنين والاستماع إلى مشاكلهم واقتراحاتهم، ويعمل على تقديم حلول عملية وواقعية للتغلب على التحديات التي تواجههم. وأكد أن الحزب يحرص على أن يكون صوت المواطنين مسموعًا في جميع المؤسسات التشريعية والتنفيذية في الدولة، وأن يعمل على تحقيق مطالبهم وتطلعاتهم. إن التفاعل المستمر مع المواطنين هو أساس العمل السياسي الناجح، وهو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء الاجتماعي.

 

وفي الختام، يمثل توضيح اختصاصات مجلس الشيوخ وتعزيز التفاعل مع المواطنين خطوة هامة نحو تعزيز الديمقراطية والمشاركة المجتمعية في العملية التشريعية. ومن خلال هذه الجهود، يمكن للمواطنين أن يلعبوا دورًا أكثر فاعلية في صياغة مستقبل بلادهم والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة والرخاء الاجتماعي. إن بناء مجتمع ديمقراطي قوي يتطلب تضافر جهود جميع الأطراف، من مؤسسات الدولة إلى الأحزاب السياسية إلى منظمات المجتمع المدني إلى المواطنين أنفسهم. ومن خلال العمل معًا، يمكننا بناء مستقبل أفضل لجميع المصريين.