في خطوة هامة نحو تعزيز التعاون العلمي والدعوي، وقعت كلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة اتفاقية تعاون مشتركة مع جمعية سفراء الهداية. جرت مراسم التوقيع بحضور الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وإدارة الكلية ومجلس إدارة الجمعية، في أجواء احتفالية تعكس أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية. افتتحت الفعاليات بتلاوة آيات من الذكر الحكيم بصوت الدكتور إبراهيم هاشم، عضو هيئة التدريس بالكلية، مما أضفى على المناسبة روحانية خاصة. ثم ألقى الدكتور محمود محمد حسين، عميد الكلية، كلمة ترحيبية عبر فيها عن سعادته بهذا التعاون المثمر، مؤكدًا على دور الكلية الريادي في خدمة المجتمع ونشر العلم الشرعي.
من جانبه، قدم الحاج رضوان المارديني، رئيس مجلس إدارة جمعية سفراء الهداية، عرضًا تفصيليًا لأنشطة الجمعية وأهدافها النبيلة، معربًا عن اعتزازه بتوقيع هذه الاتفاقية مع كلية أصول الدين بالقاهرة، التي تعد من أعرق وأهم الكليات في جامعة الأزهر. وأكد المارديني على أن هذه الشراكة ستساهم في تحقيق أهداف الجمعية في نشر الوعي الديني الصحيح وتعزيز القيم الإسلامية السمحة. كما أشاد بدور الكلية في تخريج علماء ودعاة متميزين يخدمون الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض. وتوالت الكلمات من أعضاء هيئة التدريس بالكلية ومدير عام الكلية وأعضاء مجلس إدارة الجمعية، حيث عبر الجميع عن تفاؤلهم بهذه الاتفاقية وأثرها الإيجابي على الطلاب والمجتمع.
تهدف الاتفاقية إلى تعزيز التعاون بين الجانبين في مجالات متعددة، بما يخدم طلاب الكلية ويسهم في تطوير مهاراتهم وقدراتهم العلمية والعملية.
وتشمل هذه المجالات إقامة دورات تدريبية متخصصة في مختلف فروع العلوم الشرعية، مثل التفسير والحديث والعقيدة والدعوة. وتلتزم الكلية بتوفير المادة العلمية اللازمة والأساتذة المتخصصين، بالإضافة إلى توفير المكان المناسب لعقد هذه الدورات. بينما تتكفل الجمعية بتغطية التكاليف المادية لهذه الدورات، بما في ذلك توفير السكن والإعاشة للطلاب المصريين والوافدين المتفوقين الذين لا تنطبق عليهم شروط السكن بالمدن الجامعية ويرغبون في الإقامة بالقاهرة. هذا الدعم السكني والمعيشي يمثل حافزًا كبيرًا للطلاب المتميزين ويساعدهم على التركيز على دراستهم وتحقيق أعلى المستويات الأكاديمية.
كما تتضمن الاتفاقية توفير الكلية للمكان المناسب لإقامة الفعاليات العلمية المختلفة التي تنظمها الجمعية، وذلك بالتنسيق مع النظام العلمي والأكاديمي للكلية ولوائحها الداخلية، وبعد الحصول على موافقة الجهات المختصة. بالإضافة إلى ذلك، تنظم الكلية حفلًا سنويًا لتكريم أوائل الدفعات برعاية كريمة من الجمعية، تقديرًا لتفوقهم وتشجيعًا لهم على مواصلة التميز. وتعكس هذه المبادرة حرص الكلية والجمعية على دعم الطلاب المتفوقين وتكريمهم، مما يخلق بيئة محفزة للإبداع والابتكار. كما تتعاون الجمعية مع الكلية في تنظيم الفعاليات المتنوعة في مختلف المناسبات الدينية والوطنية، وكذلك في عقد مسابقة القرآن الكريم الخاصة بالطلاب الوافدين، بهدف تشجيعهم على حفظ القرآن الكريم وتجويده وفهم معانيه.
وفي ختام المراسم، تم توقيع الاتفاقية وتبادل الهدايا التذكارية، والتقاط الصور الجماعية التي تجسد سعادة الطرفين بهذه الشراكة الاستراتيجية. وتعد هذه الاتفاقية بداية لمرحلة جديدة من التعاون المثمر بين كلية أصول الدين بالقاهرة وجمعية سفراء الهداية، والتي من المتوقع أن تساهم في خدمة طلاب الكلية والمجتمع ككل. وتلتزم الكلية والجمعية بتفعيل بنود الاتفاقية وتنفيذها على أكمل وجه، لتحقيق الأهداف المنشودة من هذه الشراكة المباركة. ومن المؤكد أن هذا التعاون سيعزز مكانة الكلية كصرح علمي رائد في نشر العلم الشرعي وخدمة المجتمع، وسيدعم جهود الجمعية في نشر الوعي الديني الصحيح وتعزيز القيم الإسلامية السمحة. وتعتبر هذه الاتفاقية نموذجًا يحتذى به في التعاون بين المؤسسات التعليمية والمجتمع المدني، لتحقيق التنمية المستدامة وخدمة الوطن.