أكد شيخ الأزهر الشريف على عمق العلاقات التاريخية والثقافية التي تربط الأزهر بمملكة تايلاند، مشيرًا إلى أن الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى تايلاند تركت انطباعًا عميقًا لديه، وذلك لما لمسه من كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي حظي به، بالإضافة إلى مشاعر الأخوة الصادقة التي جمعته بالمسؤولين والشعب التايلاندي على حد سواء. وقد خص فضيلته بالذكر اللقاء الذي جمعه بجلالة ملك تايلاند وقرينته، والذي يعكس مدى التقدير والاحترام الذي تكنه المملكة للأزهر الشريف ودوره العالمي في نشر قيم الإسلام السمحة.
وفي إطار تعزيز التعاون التعليمي والثقافي بين الأزهر وتايلاند، أشار شيخ الأزهر إلى أن الأزهر يستقبل حاليًا أكثر من 3100 طالب تايلاندي يدرسون في مختلف المراحل التعليمية، بدءًا من المرحلة الابتدائية وصولًا إلى الدراسات العليا. كما يقدم الأزهر 160 منحة دراسية سنوية لأبناء المسلمين في تايلاند، وذلك بهدف إتاحة الفرصة لهم للالتحاق بالتعليم الأزهري المتميز واكتساب المعارف والمهارات التي تمكنهم من خدمة مجتمعاتهم والإسهام في تطويرها. وإضافة إلى ذلك، يوجد في تايلاند 133 معهدًا تم معادلة شهادتها طبقًا للشهادة الأزهرية، مما يسهل على الطلاب التايلانديين مواصلة تعليمهم في الأزهر بعد التخرج من هذه المعاهد.
وتأكيدًا على حرص الأزهر على نشر اللغة العربية وتعليمها لغير الناطقين بها، أعلن فضيلة الإمام الأكبر عن استعداد الأزهر لإنشاء مكتب إقليمي لمركز الأزهر لتعليم اللغة العربية في تايلاند. ويهدف هذا المكتب إلى تقديم الدعم اللغوي والتعليمي لأبناء المسلمين في تايلاند، وتمكينهم من تعلم لغة القرآن الكريم وفهم معانيه وقيمه. وقد رحب نائب وزير الخارجية التايلاندي بهذا المقترح المهم، وأكد على أنه سيقوم بمتابعة هذا الأمر لإنجازه في أسرع وقت ممكن، وذلك إيمانًا منه بأهمية اللغة العربية في تعزيز التواصل الثقافي والحضاري بين الشعوب.
من جانبه، أعرب نائب وزير الخارجية التايلاندي عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وتقدير بلاده لما يقوم به فضيلته من جهود لنشر قيم التسامح والسلام العالمي. وأكد على أن زيارة فضيلته الأخيرة لتايلاند خلال العام الماضي كان لها أثر كبير في تعزيز العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن بلاده تقدر دور الأزهر وجهوده في تعزيز الحوار بين الأديان وتقديم المنح الدراسية لأبناء المسلمين في تايلاند للالتحاق للدراسة بجامعة الأزهر.
وأضاف أن خريجي الأزهر في تايلاند يقومون بدور مهم في ترسيخ دعائم السلام والاستقرار في المجتمع التايلاندي، وذلك من خلال نشرهم لتعاليم الإسلام السمحة وقيمه الإنسانية النبيلة.
وختامًا، يمكن القول إن العلاقات بين الأزهر الشريف ومملكة تايلاند تشهد تطورًا مستمرًا في مختلف المجالات، وذلك بفضل حرص الجانبين على تعزيز التعاون والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك. ومن المؤكد أن هذه العلاقات ستستمر في الازدهار والنمو في المستقبل، بما يعود بالنفع على الشعبين المصري والتايلاندي، ويسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم.