ناقشت لجنة علمية متخصصة دراسة معمقة حول المعالجة الإعلامية التي تتبناها الفضائية الإسرائيلية الناطقة بالعربية (I 24 NEWS) لقضايا العالم العربي. ضمَّت اللجنة الدكتور محمود عبد العاطي مسلم، أستاذ ورئيس قسم الإذاعة والتليفزيون بكلية الإعلام (مشرفًا رئيسًا)، والدكتور عرفة أحمد عامر، أستاذ الإذاعة والتليفزيون والوكيل الأسبق لكلية الإعلام بجامعة الأزهر وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقية الأساتذة والأساتذة المساعدين بقطاع الإعلام في الجامعة (مناقشًا داخليًّا)، والدكتور محمد علي غريب، أستاذ الإذاعة والتليفزيون ووكيل كلية الآداب بجامعة الزقازيق (مناقشًا خارجيًّا). وقد ركزت الدراسة على تحليل كيفية استخدام القناة للأطر الإعلامية المختلفة في تشكيل الصورة الذهنية للجمهور العربي تجاه القضايا الإقليمية والدولية، مع التركيز بشكل خاص على الاستراتيجيات الدعائية التي تتبعها القناة لخدمة السياسات الصهيونية.

 

تهدف الدراسة بشكل أساسي إلى فهم الآليات التي تعتمد عليها القناة في توجيه الرأي العام العربي، وكيفية تبنيها لروايات تخدم مصالحها السياسية. وتعمقت الدراسة في استكشاف الأساليب الدعائية التي تستخدمها القناة، مثل الانتقائية في اختيار الأخبار، وتضخيم السلبيات، وتقديم الرواية الصهيونية كصوت معتدل. كما تناولت الدراسة بالتحليل كيفية تصوير القناة للأطراف العربية على أنها منقسمة وغير قادرة على تحقيق الاستقرار، وكيف يتم تهميش الأصوات المعارضة للرواية الصهيونية. ومن خلال هذا التحليل، تسعى الدراسة إلى تقديم فهم شامل لكيفية عمل هذه القناة وتأثيرها المحتمل على الجمهور العربي.

 

كشفت نتائج الدراسة عن أن القناة تتبنى انتقائية واضحة في تغطية القضايا العربية، حيث تركز بشكل كبير على تضخيم السلبيات وإبراز المشاكل والتحديات التي تواجه الدول العربية. وفي المقابل، تحاول القناة تقديم الرواية الصهيونية كصوت معتدل وعقلاني، يسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كما بينت الدراسة أن القناة تعمل على تصوير الأطراف العربية على أنها منقسمة وغير قادرة على التوحد لتحقيق مصالحها المشتركة، مما يساهم في تعزيز الصورة النمطية السلبية عن العرب في أذهان الجمهور. بالإضافة إلى ذلك، لاحظت الدراسة أن القناة تقوم بتهميش الأصوات المعارضة للرواية الصهيونية، وتعمل على إسكات أي انتقادات توجه إليها.

 

بناءً على هذه النتائج، أوصت الدراسة بضرورة تعزيز الوعي الإعلامي لدى الجمهور العربي لمواجهة تأثيرات الإعلام الموجه. ودعت الدراسة إلى إطلاق حملات تثقيفية تهدف إلى تنمية التفكير النقدي لدى الجمهور، وتمكينه من تحليل وتقييم المعلومات التي يتلقاها من وسائل الإعلام المختلفة. كما أكدت الدراسة على أهمية تطوير منصات إعلامية عربية مستقلة ومهنية، قادرة على تقديم صورة موضوعية ومتوازنة عن القضايا العربية، ومواجهة التضليل الإعلامي الذي تمارسه القنوات الفضائية الإسرائيلية. وأشارت الدراسة إلى ضرورة دعم الإعلام العربي لنهج ثقافي قائم على القيم الإسلامية، وتطوير استراتيجيات إعلامية مضادة تعتمد على التكنولوجيا والمحتوى التفاعلي لمواجهة الإعلام الصهيوني.

 

ختاماً، يمكن القول أن هذه الدراسة تمثل إضافة قيمة إلى فهمنا لكيفية عمل الإعلام الإسرائيلي الموجه باللغة العربية، وتأثيره على الرأي العام العربي. وتساهم توصيات الدراسة في توجيه الجهود الرامية إلى تعزيز الوعي الإعلامي لدى الجمهور العربي، وتمكينه من مواجهة التحديات الإعلامية التي تواجهه. كما أنها تدعو إلى تطوير إعلام عربي قوي ومستقل، قادر على تمثيل المصالح العربية والدفاع عنها في مواجهة الحملات الإعلامية المضللة.