تستعد الأندية المصرية للموسم الكروي الجديد 2026، وسط ترقب للوائح قيد اللاعبين الجديدة التي أعلن عنها الاتحاد المصري لكرة القدم. هذه اللوائح، التي تمثل تحولًا هامًا في طريقة إدارة قوائم الأندية، تهدف إلى تحقيق توازن بين إتاحة الفرص للاعبين الشباب وتعزيز القدرة التنافسية للأندية على المستويين المحلي والقاري. تأتي هذه التغييرات استجابةً لمطالب متزايدة من الأندية والمدربين، الذين سعوا إلى مزيد من المرونة في اختيار اللاعبين وتكوين فرق قادرة على مواجهة التحديات المتزايدة في كرة القدم الحديثة. الهدف الأساسي هو تطوير منظومة كرة القدم المصرية بشكل عام، من خلال إفساح المجال أمام المواهب الشابة، وتوفير بيئة مناسبة لازدهارها، مع ضمان استمرار المنافسة الشريفة بين الأندية.

 

الفترة الشتوية للقيد وتأثيرها على الأندية

تم تحديد الفترة الثانية للقيد الشتوي في بداية العام المقبل، تحديدًا من 1 يناير وحتى 12 فبراير 2026. هذه الفترة تمثل فرصة حاسمة للأندية لإجراء التعديلات الضرورية على قوائمها، سواء بإضافة لاعبين جدد لتعزيز صفوفها، أو بإعارة بعض اللاعبين الذين لا يحصلون على فرص كافية للمشاركة. الأندية تخطط بعناية خلال هذه الفترة، حيث تقوم بتقييم أداء اللاعبين الحاليين، وتحديد المراكز التي تحتاج إلى تدعيم، والبحث عن اللاعبين المناسبين الذين يمكنهم إضافة قيمة حقيقية للفريق. عملية القيد الشتوي ليست مجرد إضافة لاعبين، بل هي عملية استراتيجية تتطلب دراسة متأنية للاحتياجات الفنية والمالية للنادي، والتأكد من أن اللاعبين الجدد سيندمجون بشكل سلس مع الفريق.

 

قوائم الأندية: 35 لاعبًا للفريق الأول و25 للرديف

وفقًا للوائح الجديدة، سيُسمح للأندية بقيد 35 لاعبًا في قائمة الفريق الأول لجميع الأقسام، بما في ذلك الدوري الممتاز والأقسام الأدنى. هذا القرار يمنح الأندية مرونة أكبر في اختيار لاعبيها، ويوفر لها البدائل الكافية لمواجهة تحديات الموسم الطويل، بما في ذلك الإصابات والإيقافات. زيادة عدد اللاعبين في القائمة يتيح للمدربين فرصة لتجربة خطط مختلفة، وتدوير اللاعبين للحفاظ على لياقتهم البدنية، والتأكد من أن الفريق يمتلك العمق الكافي للمنافسة على جميع البطولات. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا القرار يشجع الأندية على الاستثمار في قطاع الناشئين، حيث يمكنها تصعيد المزيد من اللاعبين الشباب للفريق الأول، ومنحهم الفرصة لاكتساب الخبرة والتطور.

 

دوري الرديف: منصة لتطوير اللاعبين الشباب

لتعزيز دور اللاعبين الشباب وتوفير منصة لتطويرهم، سيتضمن الموسم المقبل دوريًا للفريق الثاني (الرديف). يُسمح بقيد 25 لاعبًا من مواليد 1 يناير 2005 وما بعدها في قائمة فريق الرديف. هذه الخطوة تهدف إلى منح اللاعبين الشباب فرصة للمشاركة في مباريات تنافسية، واكتساب الخبرة اللازمة قبل الانتقال إلى الفريق الأول. دوري الرديف يمثل بيئة مثالية لتطوير المهارات الفردية والجماعية للاعبين الشباب، وتعزيز فهمهم للتكتيكات المختلفة، وإعدادهم بشكل جيد لمواجهة تحديات كرة القدم الاحترافية. كما أن دوري الرديف يساعد المدربين على اكتشاف المواهب الشابة وتقييم مستواهم، وتحديد اللاعبين الذين يستحقون فرصة المشاركة في الفريق الأول.

 

تأثير اللوائح الجديدة على مستقبل الكرة المصرية

تعتبر هذه التعديلات في لوائح قيد اللاعبين خطوة إيجابية نحو تطوير كرة القدم المصرية، وتعزيز قدرتها التنافسية على المستويين المحلي والقاري. من خلال إتاحة الفرص للاعبين الشباب، وتوفير المرونة للأندية في اختيار اللاعبين، فإن هذه اللوائح تساهم في بناء جيل جديد من اللاعبين الموهوبين، وتكوين فرق قادرة على تحقيق الإنجازات. كما أن هذه اللوائح تشجع الأندية على الاستثمار في قطاع الناشئين، وتطوير برامج تدريبية متكاملة، لضمان استمرار تدفق المواهب الشابة إلى الفريق الأول. في النهاية، فإن هذه التعديلات تهدف إلى تحقيق هدف أسمى، وهو رفع مستوى كرة القدم المصرية، وجعلها قادرة على المنافسة مع أفضل الفرق في العالم.