قال بشير جبر، مراسل القاهرة الإخبارية، إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة بدأت في تغيير تكتيكاتها العسكرية، مما أدى إلى تصاعد وتيرة العمليات ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح جبر، في تصريحات نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، أن هذه التغييرات تتجلى في الكمائن التي تنفذها المقاومة في وضح النهار، سواء في المنطقة الجنوبية للقطاع، كما حدث في المنطقة الشمالية لمدينة خان يونس، أو في المنطقة الشرقية لمدينة غزة. هذه العمليات النوعية تشير إلى تحول استراتيجي يهدف إلى إلحاق أكبر قدر ممكن من الخسائر بقوات الاحتلال المتوغلة في القطاع. تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد حدة التوتر وتزايد العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.

 

وأضاف مراسل «القاهرة الإخبارية» أن المقاومة الفلسطينية تركز حاليًا على إيقاع أكبر خسائر ممكنة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي توغل في مناطق مختلفة من قطاع غزة. وأشار إلى أن كثافة الغارات الجوية التي تشنها الطائرات الحربية الإسرائيلية والمدفعية باتجاه تلك المناطق، سواء في المنطقة الشرقية لحي التفاح إلى الشرق من مدينة غزة، أو إطلاق النار المتكرر من الطائرات المروحية التي تحلق بكثافة في أجواء مدينة خان يونس، تعكس حجم التحدي الذي تواجهه قوات الاحتلال. الوضع الميداني يشير إلى أن المقاومة الفلسطينية ما زالت قادرة على المناورة والتصدي للقوات الإسرائيلية رغم التفوق العسكري الظاهر للاحتلال.

 

كما نقلت «القاهرة الإخبارية» عن شهود عيان أنباء عن استهداف آلية عسكرية إسرائيلية في منطقة خان يونس، وأن هناك حديثًا عن هبوط طائرات مروحية إسرائيلية لإجلاء عدد من المصابين والقتلى من جنود جيش الاحتلال من مناطق متفرقة في قطاع غزة ونقلهم إلى المستشفيات الإسرائيلية.

 

هذه الأنباء، إذا تأكدت، ستشكل ضربة معنوية كبيرة لقوات الاحتلال وتؤكد قدرة المقاومة على إلحاق خسائر فادحة بها. وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، والذي خلف دمارًا هائلاً وأسفر عن سقوط العديد من الضحايا المدنيين.

وتجدر الإشارة إلى أن التكتيكات الجديدة التي تتبعها المقاومة الفلسطينية تتضمن استخدام الكمائن المحكمة والعبوات الناسفة، بالإضافة إلى استهداف الآليات العسكرية الإسرائيلية بصواريخ مضادة للدروع.

 

هذه التكتيكات تهدف إلى استنزاف قوات الاحتلال وتقليل قدرتها على الحركة والمناورة في القطاع. كما أن المقاومة تعمل على تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية باستمرار، بما في ذلك تطوير أساليب جديدة لمواجهة التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية المتطورة. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تصعيدًا في وتيرة العمليات العسكرية بين الطرفين، في ظل استمرار حالة الانسداد السياسي وعدم وجود أفق لحل سلمي للصراع.

 

في الختام، يمكن القول إن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ورغم الحصار المفروض عليها والإمكانيات المحدودة المتاحة لها، تواصل إثبات قدرتها على الصمود والتصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي. إن تغيير التكتيكات العسكرية واستخدام أساليب جديدة في القتال يعكس مدى تصميم المقاومة على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ومقاومة الاحتلال. وتبقى الأوضاع في قطاع غزة متوترة للغاية، مع استمرار القصف الإسرائيلي وتصاعد وتيرة العمليات العسكرية، مما ينذر بمزيد من المعاناة والخسائر في الأرواح.