أكد الفنان أحمد وفيق على أهمية تجربته في العمل الصحفي، معتبراً إياها فرعاً مكملاً لمسيرته الفنية الطويلة نحو احتراف التمثيل. وكشف وفيق عن بداياته في عالم الصحافة، موضحاً أنه انضم إلى جريدة الوفد بعد انتقاله من المنصورة إلى القاهرة، حيث تخصص في الكتابة عن الفن، وخاصة المسرح، بالإضافة إلى تغطية الفن التشكيلي في فترة لاحقة. وأشار إلى أن هذه التجربة ساهمت بشكل كبير في صقل مهاراته وتوسيع آفاقه الثقافية، مما انعكس إيجاباً على أدائه كممثل.
الصحافة كجسر نحو التمثيل
ويرى أحمد وفيق أن عمله كصحفي لم يكن مجرد وظيفة مؤقتة، بل كان جزءاً أساسياً من رحلته نحو تحقيق حلمه في أن يصبح ممثلاً ناجحاً. فالكتابة عن الفن والمسرح تحديداً، منحته فرصة للتعمق في هذا المجال، وفهم أبعاده المختلفة، والتعرف على كبار الفنانين والمخرجين، مما ساعده على تكوين شبكة علاقات واسعة في الوسط الفني. كما أن الكتابة النقدية عن الأعمال الفنية المختلفة، ساهمت في تطوير حسّه الفني، وجعلته أكثر قدرة على تحليل النصوص، وفهم الشخصيات، وتقديم أداء تمثيلي متميز.
تجربة الإخراج الجامعي وأثرها
لم يقتصر اهتمام أحمد وفيق على التمثيل والصحافة فقط، بل امتد ليشمل الإخراج المسرحي، حيث مارس هذه المهنة خلال فترة دراسته الجامعية. وأوضح أن البعد عن العاصمة، وما يترتب عليه من قلة الإمكانيات والموارد، دفعه إلى الاجتهاد والاعتماد على الذات، مما ساهم في تطوير مهاراته وقدراته الإبداعية. وأشار إلى أن الجامعة كانت بمثابة بيئة خصبة لاكتشاف المواهب، وتنمية القدرات، وتشجيع العمل الذاتي، حيث كان الطلاب يسعون إلى استكشاف مواهبهم المختلفة، وتطوير ثقافاتهم المتنوعة.
من الديكور والإضاءة إلى الإخراج
وكشف أحمد وفيق عن جوانب أخرى من تجربته الفنية المتنوعة، حيث أوضح أنه بدأ حياته الفنية بالرسم، ثم انتقل إلى تصميم الديكور لبعض زملائه الممثلين، كما عمل على إعداد بعض النصوص العالمية، سواء من خلال تمصيرها أو عمل إعداد لها لتصبح صالحة للعرض. وبعد ذلك، عمل على إضاءة عروض مسرحية لبعض زملائه، مما ساهم في توسيع آفاقه الفنية، وزيادة خبرته في مجال المسرح. وأشار إلى أنه أحب العمل كمخرج، لأنه يمنحه فرصة للتعبير عن خياله، وتقديم رؤيته الخاصة للأعمال المسرحية.
التجديد في المسرح ضرورة
وفي ختام حديثه، أكد أحمد وفيق على أهمية التجديد في المسرح، وضرورة تقديم نصوص جديدة، وعدم الاكتفاء بإعادة تقديم الأعمال القديمة. وأشار إلى أن المسرح قد يصاب بالتكلس عندما نبدأ في الاعتماد على المراجع القديمة، وإعادة إنتاجها بشكل متكرر. وأوضح أنه لا يقصد بذلك التقليل من أهمية الريبرتوار، فهو جزء أساسي من تاريخ المسرح، ولكن يجب ألا نعيش عليه فقط، بل يجب أن نسعى إلى تقديم نصوص جديدة، تعكس واقعنا، وتعبر عن تطلعاتنا، وتساهم في تطوير المسرح. وأشار إلى أننا لم نقدم نصوصا جديدة منذ فترة طويلة، مما يستدعي ضرورة العمل على تغيير هذا الوضع، وتشجيع الكتاب والمؤلفين على تقديم أعمال جديدة ومبتكرة.