أعلنت شركة أرامكو السعودية، عملاق الطاقة العالمي، عن تعديلات جديدة في أسعار منتجات الطاقة المحلية لشهر يونيو 2025. شملت هذه التعديلات رفع أسعار غاز البترول المسال والكيروسين. يأتي هذا القرار في إطار المراجعة الدورية لأسعار منتجات الطاقة في المملكة، ويهدف إلى تحقيق التوازن المالي وتحفيز الاستهلاك الرشيد. هذه الخطوة، التي تعتبر جزءًا من استراتيجية أوسع للتكيف مع المتغيرات الاقتصادية العالمية، تثير تساؤلات حول تأثيرها على المستهلكين والقطاعات المختلفة في المملكة. تهدف الحكومة من خلال هذه المراجعات الدورية إلى ضمان استدامة الموارد وتحقيق كفاءة أكبر في استخدام الطاقة، وهو ما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

أبرز الزيادات في أسعار الطاقة

قررت شركة أرامكو السعودية رفع أسعار الغاز المسال والكيروسين في السوق المحلية، في خطوة تتبع السياسة الجديدة للتسعير المطبقة في المملكة منذ منتصف عام 2022. فيما يلي أبرز الزيادات التي تم إقرارها: غاز البترول المسال: ارتفع بنسبة 4.8% من 1.04 ريال للتر إلى 1.09 ريال للتر. الكيروسين: ارتفع بنسبة 19.5% ليصل إلى 1.59 ريال سعودي للتر. هذه الزيادات تأتي ضمن سلسلة من التعديلات التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الدعم الحكومي وتحقيق أسعار تعكس التكلفة الحقيقية لإنتاج وتوزيع هذه المنتجات. من المتوقع أن تؤثر هذه الزيادات على بعض القطاعات التي تعتمد بشكل كبير على الكيروسين والغاز المسال، مثل قطاع الزراعة وبعض الصناعات الصغيرة.

أسعار المنتجات البترولية لشهر يونيو 2025 (ريال / لتر)

لتوضيح الصورة بشكل كامل، نقدم لكم جدولاً بأسعار المنتجات البترولية المحدثة لشهر يونيو 2025:
المنتج السعر الجديد (ريال / لتر)
بنزين 91 2.18
بنزين 95 2.33
ديزل 1.66
الكيروسين 1.59
غاز البترول المسال 1.09
المصدر: شركة أرامكو السعودية هذه الأسعار تعكس التوجه العام نحو تحرير أسعار الطاقة في المملكة، وهو ما يتماشى مع المعايير الدولية وأفضل الممارسات في إدارة الموارد الطبيعية. على الرغم من أن هذه الزيادات قد تمثل تحديًا للمستهلكين على المدى القصير، إلا أنها تهدف إلى تحقيق استدامة مالية أكبر على المدى الطويل وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة.

أسباب رفع أسعار الغاز المسال والكيروسين

توضح الشركة السعودية العملاقة أن التسعيرة الجديدة للمواد البترولية جاءت في إطار نظام الحوكمة المعتمد في السعودية لمراجعة أسعار المياه ومنتجات الطاقة دورياً. العوامل الرئيسية التي أدت إلى هذا القرار تشمل: التغير في أسعار التصدير من السعودية للعالم. التزام السعودية بالبرنامج الذي أطلق في عام 2016 بخصوص التوازن المالي. تحفيز الاستهلاك الرشيد للمواطنين. تقليص دعم الحكومة لأسعار تلك المنتجات. هذه المراجعة تتم سنوياً في بداية النصف الثاني من كل عام، مما يعكس التزام المملكة بالبرامج الاقتصادية الهادفة إلى تحقيق الاستقرار المالي وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة على المدى الطويل. بالإضافة إلى ذلك، تلعب العوامل الجيوسياسية وتقلبات أسعار النفط العالمية دورًا في تحديد أسعار الطاقة المحلية، مما يجعل المراجعات الدورية ضرورية للتكيف مع هذه المتغيرات.

نبذة عن بدايات “أرامكو” السعودية

تعتبر شركة “أرامكو” من أكبر الشركات حول العالم في مجال الطاقة، وتعود بداياتها إلى عام 1933 عندما تم توقيع اتفاقية الامتياز بين السعودية وشركة “ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا”. شهد عام 1938 أول خطوة نحو بناء مستقبل المملكة، بالتزامن مع بدء إنتاج النفط بكميات تجارية من “بئر الخير” الذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ الشركة والمملكة. منذ ذلك الحين، تطورت أرامكو لتصبح شركة متكاملة تعمل في جميع جوانب صناعة النفط والغاز، من التنقيب والإنتاج إلى التكرير والتوزيع. تعتبر أرامكو اليوم محركًا رئيسيًا للاقتصاد السعودي ومساهمًا كبيرًا في سوق الطاقة العالمي، وتلعب دورًا حيويًا في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال الاستثمار في التقنيات الجديدة وتنويع مصادر الدخل.

في الختام، يأتي إعلان أرامكو عن رفع أسعار الغاز المسال والكيروسين كجزء من استراتيجية أوسع للمراجعة الدورية لأسعار الطاقة في المملكة، بهدف تحقيق الاستدامة المالية وتشجيع الاستهلاك المسؤول. هذه الخطوات تعكس التزام السعودية ببرامجها الاقتصادية الطموحة، بينما تواصل أرامكو مسيرتها كقوة عالمية رائدة في قطاع الطاقة، مستندة إلى تاريخ طويل من الابتكار والنجاح. يبقى السؤال مطروحًا حول كيفية استجابة المستهلكين والقطاعات المختلفة لهذه التعديلات، وما إذا كانت الحكومة ستتخذ إجراءات إضافية للتخفيف من تأثيرها على الفئات الأكثر تضررًا.