في تصعيد خطير للأحداث، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء اليوم مجزرتين جديدتين بحق المدنيين الأبرياء في مدينة غزة.

 

أسفرت هذه الاعتداءات الوحشية عن استشهاد 24 فلسطينيًا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة الخطورة، في وقت تزداد فيه معاناة القطاع المحاصر وتتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي.

 

القصف الإسرائيلي استهدف منازل مأهولة بالسكان في حيي الزرقا وتل الهوى، مخلفًا دمارًا هائلاً وبشاعة لا يمكن وصفها.

 

طواقم الإنقاذ تواجه صعوبات جمة في الوصول إلى مواقع الاستهدافات لانتشال الضحايا وتقديم المساعدة للجرحى، وذلك بسبب استمرار القصف العنيف وتدمير البنية التحتية الحيوية.

 

تفصيلاً للأحداث المروعة، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن قصفًا عنيفًا استهدف منزلًا مكونًا من خمسة طوابق يعود لعائلة عرفات في حي الزرقا شمالي مدينة غزة.

 

هذه الجريمة النكراء أسفرت عن استشهاد 14 مواطنًا فلسطينيًا، بينهم أطفال ونساء وشيوخ.

 

تعذّر على طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إلى الموقع المنكوب لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض المتراكمة، بسبب شدة القصف واستمرار الغارات الجوية الإسرائيلية. المشهد كان مروعًا، حيث تناثرت الجثث والأشلاء في كل مكان، وسط صراخ وعويل الأهالي الذين فقدوا أحباءهم وأقاربهم في هذه المجزرة البشعة.

 

هذا الهجوم الهمجي يعكس استهتارًا إسرائيليًا سافرًا بحياة المدنيين الفلسطينيين وانتهاكًا صارخًا للقوانين والأعراف الدولية.

 

وفي حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة، تكرر المشهد المأساوي، حيث أسفر قصف إسرائيلي مماثل استهدف منزلًا مأهولًا بالسكان عن استشهاد 10 مواطنين على الأقل، وإصابة أكثر من 25 آخرين بجراح متفاوتة، بعضهم في حالات حرجة.

 

فرق الإسعاف هرعت إلى مكان الحادث لإجلاء الجرحى ونقلهم إلى المستشفيات المكتظة بالجرحى والمصابين، في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.

 

الوضع الصحي في قطاع غزة يتدهور بشكل متسارع، والمستشفيات باتت عاجزة عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الضحايا.

 

هذه المجزرة الجديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، في ظل صمت دولي مخزٍ وتواطؤ من بعض القوى الكبرى.

 

وفي حصيلة محدثة أعلنتها وزارة الصحة الفلسطينية مساء اليوم، ارتفع عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى 58,386 شهيدًا، إضافة إلى 139,077 إصابة.

 

هذه الأرقام المروعة تعكس حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها قطاع غزة، وتؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يرتكب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية على نطاق واسع.

 

لا يزال هناك أعداد كبيرة من الضحايا تحت الركام وفي الشوارع، وسط عجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب القصف المكثف والانهيار شبه الكامل للخدمات الأساسية.

 

قطاع غزة يواجه خطرًا حقيقيًا من انتشار الأوبئة والأمراض، بسبب نقص المياه النظيفة والصرف الصحي وتراكم النفايات في الشوارع.

 

إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالتحرك الفوري لوقف هذه المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم.

 

يجب على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي اتخاذ إجراءات عاجلة لفرض عقوبات على إسرائيل وإلزامها باحترام القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

 

كما يجب على الدول العربية والإسلامية أن تتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب الفلسطيني وتقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني اللازم له.

 

القضية الفلسطينية هي قضية عادلة، والشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش بكرامة وحرية في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. الصمت على هذه الجرائم هو بمثابة ضوء أخضر للاحتلال الإسرائيلي للمضي قدمًا في عدوانه وإرهابه.