الأونروا: الفلسطينيون في غزة يواجهون "خيارات مستحيلة"

تواجه وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) تحديات جمة في تقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، حيث يواجه السكان ظروفًا معيشية قاسية وخيارات صعبة للغاية. الأوضاع الإنسانية المتدهورة، الناتجة عن سنوات من الحصار والنزاعات المتكررة، تضع الأونروا أمام مسؤولية مضاعفة لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان، بما في ذلك الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم. الأونروا هي شريان الحياة بالنسبة للكثيرين في غزة، وتعتمد عليها الأسر الفلسطينية بشكل كبير في الحصول على الخدمات الأساسية التي تضمن بقائهم على قيد الحياة.

إنّ محدودية الموارد المتاحة للأونروا، بالإضافة إلى القيود المفروضة على حركة الأفراد والبضائع داخل وخارج قطاع غزة، تعيق قدرتها على الاستجابة الفعالة للاحتياجات المتزايدة. الضغوط المالية التي تواجهها الوكالة، نتيجة لتقليص التمويل من بعض الجهات الدولية، تزيد من صعوبة الوضع وتجعلها غير قادرة على تلبية كامل الاحتياجات. هذا النقص في التمويل يؤثر بشكل مباشر على قدرة الأونروا على توفير الغذاء والدواء والمأوى للنازحين والمتضررين من النزاعات، ويؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ القيود المفروضة على حركة الموظفين التابعين للأونروا تعيق قدرتهم على الوصول إلى المناطق المحتاجة وتقديم المساعدة الضرورية.

الأطفال في غزة هم الأكثر تضررًا من هذه الأوضاع الصعبة، حيث يعانون من نقص الغذاء وسوء التغذية، ويعيشون في بيئة غير آمنة وغير مستقرة. التعليم هو حق أساسي، ولكن العديد من الأطفال في غزة محرومون من هذا الحق بسبب الظروف المعيشية القاسية والقيود المفروضة على الوصول إلى المدارس. الأونروا تبذل جهودًا كبيرة لتوفير التعليم للأطفال الفلسطينيين في غزة، ولكنها تواجه تحديات كبيرة في توفير بيئة تعليمية آمنة ومناسبة للجميع. بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الأطفال في غزة يعانون من آثار نفسية واجتماعية خطيرة نتيجة للنزاعات المتكررة والعنف الذي يتعرضون له.

الرعاية الصحية هي أيضًا من بين الخدمات الأساسية التي توفرها الأونروا للفلسطينيين في غزة. المستشفيات والمراكز الصحية التابعة للأونروا تعاني من نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، مما يعيق قدرتها على تقديم الرعاية الصحية اللازمة للمرضى. الوصول إلى الرعاية الصحية هو حق أساسي، ولكن العديد من الفلسطينيين في غزة يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على الرعاية الصحية اللازمة بسبب القيود المفروضة على الحركة ونقص الموارد. الأونروا تعمل جاهدة لتوفير الرعاية الصحية الأولية والثانوية للفلسطينيين في غزة، ولكنها تحتاج إلى دعم إضافي من المجتمع الدولي لتلبية الاحتياجات المتزايدة.

في ظل هذه الظروف الصعبة، يواجه الفلسطينيون في غزة "خيارات مستحيلة"، حيث يضطرون للاختيار بين تلبية الاحتياجات الأساسية لأسرهم أو الحصول على الرعاية الصحية اللازمة أو إرسال أطفالهم إلى المدرسة. المجتمع الدولي مطالب بالتحرك العاجل لتقديم الدعم اللازم للأونروا وتمكينها من الاستمرار في تقديم المساعدة الإنسانية للفلسطينيين في غزة. يجب على جميع الأطراف المعنية العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة وتسهيل حركة الأفراد والبضائع لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. إنّ مستقبل الفلسطينيين في غزة يعتمد على قدرة المجتمع الدولي على الاستجابة الفعالة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة وتوفير الدعم اللازم للأونروا.