أكد العقيد محمد خريسات، مدير دفاع مدني وسط عمان، في تصريحات إذاعية، على الأهمية البالغة للجاهزية العالية والاستجابة السريعة التي أبدتها كوادر الدفاع المدني في التعامل مع حريق اندلع مؤخراً في منطقة وسط عمان. وأشار إلى أن التنسيق العملياتي الفعال والإسناد الفوري من وحدات الدفاع المدني المتواجدة في مناطق شرق وغرب عمان، بالإضافة إلى التعاون الوثيق مع مرتبات شرطة وسط عمان ودرك العاصمة، لعبت دوراً حاسماً في محاصرة النيران ومنع امتدادها إلى المناطق المجاورة. وأوضح العقيد خريسات أن هذه الجهود المتضافرة أثمرت عن إخماد الحريق خلال وقت قياسي، مما ساهم في الحد من الخسائر المحتملة وحماية الأرواح والممتلكات.

 

الاستجابة السريعة والجاهزية العالية: حجر الزاوية في مكافحة الحرائق

تعتبر الاستجابة السريعة والجاهزية العالية من أهم العوامل التي تحدد مدى نجاح عمليات مكافحة الحرائق والحد من آثارها السلبية. ففي حالة اندلاع حريق، فإن كل دقيقة تأخير قد تؤدي إلى تفاقم الوضع وانتشار النيران بشكل أوسع، مما يزيد من صعوبة السيطرة عليه ويزيد من حجم الخسائر. ولذلك، فإن تدريب كوادر الدفاع المدني على أعلى المستويات وتزويدهم بأحدث المعدات والتقنيات، بالإضافة إلى وضع خطط استجابة فعالة ومدروسة، يعتبر أمراً ضرورياً لضمان القدرة على التعامل مع مختلف أنواع الحرائق بكفاءة وفاعلية. إن الاستثمار في تطوير قدرات الدفاع المدني وتأهيل كوادره هو استثمار في حماية المجتمع وأمنه.

 

التنسيق العملياتي والإسناد الفوري: مفتاح النجاح في إدارة الأزمات

لا تقتصر عملية مكافحة الحرائق على جهود الدفاع المدني فحسب، بل تتطلب أيضاً تنسيقاً عملياتياً فعالاً بين مختلف الجهات المعنية، بما في ذلك الشرطة والإسعاف والجهات الحكومية الأخرى. فالتعاون والتنسيق الجيد يضمن توزيع المهام بشكل فعال وتجنب الازدواجية في الجهود، مما يزيد من سرعة الاستجابة ويحسن من فرص النجاح في السيطرة على الحريق. كما أن الإسناد الفوري من وحدات الدفاع المدني الأخرى، سواء كانت متواجدة في نفس المنطقة أو في مناطق مجاورة، يعتبر أمراً بالغ الأهمية لتعزيز القدرات المتاحة وتوفير الدعم اللازم في الوقت المناسب. إن إدارة الأزمات تتطلب رؤية شاملة وتنسيقاً متكاملاً بين جميع الأطراف المعنية.

 

دور المجتمع في الوقاية من الحرائق

على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها فرق الدفاع المدني في مكافحة الحرائق، إلا أن الوقاية تبقى هي الأساس في الحد من وقوعها وتخفيف آثارها. ويتطلب ذلك تضافر جهود جميع أفراد المجتمع من خلال الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية من الحرائق في المنازل والمنشآت التجارية والصناعية. يجب على الأفراد التأكد من سلامة التمديدات الكهربائية وصيانتها بشكل دوري، وتجنب استخدام المواد القابلة للاشتعال بالقرب من مصادر الحرارة، وتوفير طفايات الحريق في المنازل والمنشآت، وتعليم الأطفال كيفية التعامل مع الحرائق في حالات الطوارئ. إن الوعي بأهمية السلامة والوقاية من الحرائق هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.

 

الدفاع المدني: حماة المجتمع في مواجهة المخاطر

يظل جهاز الدفاع المدني صمام الأمان للمجتمع في مواجهة مختلف أنواع المخاطر والكوارث، بما في ذلك الحرائق والزلازل والفيضانات والحوادث الأخرى. فكوادر الدفاع المدني هم الجنود المجهولون الذين يعملون ليلاً ونهاراً لحماية الأرواح والممتلكات وتقديم المساعدة للمحتاجين في حالات الطوارئ. إنهم يستحقون كل التقدير والاحترام على تفانيهم وإخلاصهم في أداء واجبهم الوطني والإنساني. ويجب على المجتمع أن يدعم جهودهم ويساند عملهم من خلال الالتزام بإجراءات السلامة والوقاية من المخاطر، والمساهمة في نشر الوعي بأهمية دور الدفاع المدني في حماية المجتمع.