أكدت الدكتورة رتيبة النتشة، عضو هيئة العمل الأهلى الوطني الفلسطيني، اليوم (السبت الموافق 12 يوليو 2025)، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبحث عن وهم النصر المطلق بعد فشله في تحقيق أهداف العدوان على قطاع غزة. يأتي هذا التصريح في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واستمرار المفاوضات المتعلقة بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس.

 

تصريحات النتشة تسلط الضوء على وجهة النظر الفلسطينية بأن إسرائيل تسعى إلى تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية وهمية لتعويض الإخفاقات التي واجهتها في تحقيق أهدافها المعلنة من العدوان على غزة. وتضيف هذه التصريحات بعدًا جديدًا إلى المشهد المعقد بالفعل، حيث تتداخل فيه المصالح السياسية الداخلية والخارجية، وتتأثر به حياة الملايين من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء. الوضع الإنساني المتدهور في غزة يزيد من الضغوط على الأطراف المعنية للتوصل إلى حل سريع يضمن وقف العنف وإعادة إعمار القطاع وتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.

 

وفي مداخلة خاصة مع قناة (النيل) الفضائية الإخبارية، أوضحت النتشة أن نتنياهو لم يستطع حتى هذه اللحظة تنفيذ المساعي الرامية لتغيير خارطة الشرق الأوسط أو تحقيق النصر على غزة، فضلا عن أنه يتعمد إطالة أمد الحرب لأغراض شخصية منها البقاء في سدة الحكم والتهرب من المحاكمة القضائية. هذا الاتهام المباشر يعكس الشكوك العميقة لدى الجانب الفلسطيني تجاه نوايا نتنياهو، ويؤكد على الاعتقاد بأن استمرار الصراع يخدم مصالحه الشخصية والسياسية. بالإضافة إلى ذلك، تشير النتشة إلى أن العدوان على إيران وجنوب لبنان يأتي في إطار المساعي الإسرائيلية للبحث عن صورة النصر المطلق بعد الفشل في تحقيق أهداف العدوان على غزة، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن هناك ضغوطا داخلية ضد نتنياهو بسبب قانون التجنيد الجديد الذي يهدف لإطالة أمد الحرب على غزة. هذه الضغوط الداخلية قد تكون لها تأثير كبير على قرارات نتنياهو المستقبلية، وقد تدفعه إلى البحث عن حلول وسطية لإنهاء الصراع أو على الأقل تخفيف حدته.

وحول المفاوضات الجارية بشأن غزة، أشارت النتشة إلى أن تغيير صيغة الخطاب لدى نتنياهو بقبول صفقة لمدة 60 يوما في غزة، والتعاطي مع المفاوضات تأتي في محاولة للتهرب من الضغوط الراهنة على إسرائيل، محذرة من التلاعب السياسي لنتنياهو لتحقيق أهدافه الخاصة بالفوز في الانتخابات المزمع عقدها في 2026. هذا التحذير يعكس القلق الفلسطيني من أن نتنياهو قد يستخدم المفاوضات كأداة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية، دون أن يكون لديه نية حقيقية للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. ويأتي هذا التصريح في الوقت الذي تحدث فيه نتنياهو، عن اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار خلال أيام، في وقت اتهمته حركة حماس بـ"وضع عراقيل أمام صفقة شاملة"، وجددت تأكيدها على السعي لإنجاح جولة المفاوضات الجارية. هذا التباين في التصريحات يعكس مدى تعقيد المفاوضات وصعوبة التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.

 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي أكثر مرة خلال الأسبوع الماضي، في محاولة لحث كلا من إسرائيل وحماس على إبرام اتفاق يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، يتم خلالها إطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء وجثث 18 آخرين مقابل عدد من المعتقلين الفلسطينيين. التدخل الأمريكي يعكس الاهتمام الدولي المتزايد بإنهاء الصراع في غزة، والرغبة في تجنب المزيد من التصعيد الإقليمي. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الجهود يعتمد على قدرة الأطراف المعنية على تجاوز الخلافات العميقة والتوصل إلى حلول وسطية ترضي جميع الأطراف. الوضع الإنساني الكارثي في غزة يتطلب تحركا عاجلا من المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار القطاع وتوفير الدعم اللازم للسكان المتضررين.

 

في الختام، تصريحات الدكتورة رتيبة النتشة تسلط الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه عملية السلام في الشرق الأوسط، وتعكس الشكوك العميقة لدى الجانب الفلسطيني تجاه نوايا الحكومة الإسرائيلية. استمرار الصراع في غزة يهدد بتقويض الاستقرار الإقليمي وزيادة معاناة السكان المدنيين. لذلك، من الضروري أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته وأن يبذل قصارى جهده للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحقق الأمن والاستقرار للجميع. يجب على الأطراف المعنية أن تتخلى عن المصالح السياسية الضيقة وأن تركز على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، من خلال الحوار والتفاوض والالتزام بالقرارات الدولية.