طالبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية المجتمع الدولي بضرورة التحرك الفوري لوقف سياسة ازدواجية المعايير التي يتم التعامل بها مع قضايا الشعب الفلسطيني. وأكدت الوزارة على الحاجة الماسة لاتخاذ إجراءات عاجلة وفعالة لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، التي طال انتظار تطبيقها على أرض الواقع. كما دعت إلى وضع حد لجرائم ميليشيات المستوطنين الإرهابية التي تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني بشكل ممنهج ومتزايد، مع التشديد على محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة الدولية.

 

تفاصيل الجريمة البشعة في سنجل

أوضحت الوزارة في بيان لها، تم نشره عبر وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، تفاصيل الجريمة المروعة التي ارتكبها المستوطنون في بلدة سنجل. وأشارت إلى أن هذه الجريمة أسفرت عن استشهاد شابين فلسطينيين هما محمد الشلبي (23 عاما) الذي استشهد بعد إصابته بالرصاص وتركه ينزف لساعات طويلة دون تقديم أي مساعدة طبية له، وسيف الدين مصلط (23 عامًا)، وهو مواطن يحمل الجنسية الأمريكية، الذي لقي حتفه جراء تعرضه للضرب المبرح والوحشي حتى الموت. بالإضافة إلى ذلك، قام المستوطنون بإحراق منازل الفلسطينيين وتخريب ممتلكاتهم، مما أدى إلى إصابة العشرات من الأهالي بجروح مختلفة خلال هذا الهجوم الإرهابي الشنيع الذي شنته ميليشيات المستوطنين على البلدة.

 

إدانة صمت المجتمع الدولي وتقاعسه

أعربت وزارة الخارجية الفلسطينية عن استنكارها الشديد لصمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن اتخاذ خطوات ملموسة لوقف هذه الاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني. واعتبرت أن هذا الصمت بمثابة ضوء أخضر للمستوطنين الإرهابيين للاستمرار في ارتكاب جرائمهم بحق الفلسطينيين، مع التأكيد على أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر إلى الأبد. وشددت الوزارة على أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية تجاه حماية الشعب الفلسطيني وتوفير الأمن والاستقرار له، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام المحاكم الدولية.

 

مطالبة بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني

جددت وزارة الخارجية الفلسطينية مطالبتها بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وضرورة إرسال قوات دولية لحماية المدنيين الفلسطينيين من اعتداءات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت على أن هذا الإجراء يعتبر ضرورياً لحماية أرواح الفلسطينيين وممتلكاتهم، ومنع تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما دعت إلى تفعيل آليات المساءلة والمحاسبة الدولية لمحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها المستمرة للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها إسرائيل.

 

دعوة للوحدة الوطنية الفلسطينية

في ختام بيانها، دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية، ورص الصفوف لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. وأكدت على أن الوحدة الوطنية هي السلاح الأقوى لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين الإرهابيين، وتحقيق الأهداف الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما دعت إلى تفعيل دور المؤسسات الوطنية الفلسطينية لتقديم الدعم والمساعدة لأهالي سنجل وجميع المناطق الفلسطينية التي تتعرض للاعتداءات الإسرائيلية.