تعتبر جلطة الدم في الساق، أو ما يعرف بالتجلط الوريدي العميق (DVT)، حالة طبية تستدعي الانتباه الفوري، حيث يمكن أن تتطور بسرعة وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة تهدد الحياة. التوعية بأعراض هذه الحالة ومسبباتها المحتملة، واللجوء المبكر للعلاج، يمكن أن يكون الفارق الحاسم في الوقاية من مضاعفات خطيرة مثل الانسداد الرئوي. فالجلطة الدموية المتكونة في الساق قد تنفصل وتنتقل عبر مجرى الدم إلى الرئتين، مما يعيق تدفق الدم ويسبب صعوبة في التنفس وألمًا في الصدر، وهي حالة طارئة تتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا. لذلك، من الضروري أن يكون الأفراد على دراية بالعلامات التحذيرية المحتملة لجلطة الساق، وأن يسعوا للحصول على الرعاية الطبية المناسبة في حالة ظهور أي من هذه الأعراض.
الأعراض التي لا يجب تجاهلها
تتنوع العلامات والأعراض التي قد تشير إلى وجود جلطة في الساق، وقد تظهر على بعض الحالات دون غيرها. ومن العلامات المبكرة التي لا يجب تجاهلها: انتفاخ غير مفسر في إحدى الساقين، خاصة إذا كان مصحوبًا بألم أو حساسية عند اللمس. الألم عند الضغط أو المشي، وهو عرض شائع آخر، حيث يشعر المريض بألم حاد أو تشنج في الساق المصابة. إحساس بالحرارة في مكان محدد، حيث يصبح الجلد دافئًا أو ساخنًا عند اللمس في منطقة الجلطة. تغيّر لون الجلد إلى الأحمر أو الأزرق، وهو علامة تشير إلى اضطراب في تدفق الدم وتراكمه في المنطقة المصابة. وفي حال انتقلت الجلطة إلى الرئتين، قد تظهر أعراض تنفسية مثل صعوبة في التنفس أو ألم في الصدر، ما يستوجب تدخلاً طبيًا فوريًا. يجب على أي شخص يعاني من هذه الأعراض التوجه إلى أقرب مركز طبي لتقييم حالته واستبعاد وجود جلطة دموية.
الأسباب المحتملة
تتشكل الجلطات الدموية نتيجة لعدة عوامل متداخلة، بما في ذلك تلف الأوعية الدموية، وبطء تدفق الدم، وزيادة قابلية الدم للتجلط. ومن بين الأسباب المحتملة التي تساهم في تشكّل الجلطات الدموية في الساق: البقاء في السرير لفترات طويلة بعد الجراحة أو المرض، حيث يقل تدفق الدم في الساقين ويزيد خطر التجلط. الجلوس المفرط، مثل السفر لساعات دون حركة، وهو ما يؤدي إلى ركود الدم في الأوردة العميقة في الساقين. التغيرات الهرمونية أثناء الحمل أو بسبب بعض الأدوية، حيث تزيد الهرمونات من قابلية الدم للتجلط. السمنة، حيث تؤثر على تدفق الدم الطبيعي وتزيد من الضغط على الأوردة في الساقين. التدخين، الذي يضعف جدران الأوعية الدموية ويزيد من خطر التجلط. بالإضافة إلى ذلك، تلعب بعض الحالات الطبية دورًا في زيادة خطر الإصابة بجلطات الدم، مثل أمراض القلب، والسرطان، واضطرابات تخثر الدم الوراثية.
من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
يرتفع خطر الإصابة بجلطة الساق لدى بعض الفئات من الأشخاص، بما في ذلك من تجاوزوا الستين، حيث تزداد احتمالية الإصابة بأمراض الأوعية الدموية وتجلط الدم مع التقدم في العمر. من لديهم تاريخ عائلي مع الجلطات، حيث تلعب الوراثة دورًا في زيادة قابلية الدم للتجلط. النساء الحوامل، بسبب التغيرات الهرمونية وزيادة الضغط على الأوردة في الحوض والساقين. المصابين بأمراض القلب أو السرطان، حيث تزيد هذه الأمراض من خطر التجلط. مستخدمي حبوب منع الحمل أو أدوية الهرمونات، حيث تحتوي هذه الأدوية على هرمونات تزيد من قابلية الدم للتجلط. بالإضافة إلى ذلك، فإن الأشخاص الذين خضعوا لعمليات جراحية كبرى، أو يعانون من إصابات في الساقين، أو لديهم تاريخ من الجلطات الدموية، هم أيضًا أكثر عرضة للإصابة بجلطة الساق.
التشخيص والعلاج والوقاية
عند الاشتباه بوجود جلطة في الساق، يلجأ الأطباء إلى إجراء فحوصات مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية (دوبلر) لتحديد وجود جلطة وتقييم حجمها وموقعها. أما العلاج، فيشمل استخدام أدوية تمنع تجلط الدم مثل الهيبارين أو الوارفارين، والتي تساعد على منع تكون المزيد من الجلطات وتفكيك الجلطات الموجودة. ارتداء الجوارب الضاغطة، التي تساعد على تحسين تدفق الدم في الساقين وتقليل التورم. وفي بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة إلى تدخل جراحي لإزالة الجلطة، خاصة إذا كانت كبيرة أو تعيق تدفق الدم بشكل كبير. للوقاية من جلطة الساق، ينصح بـ: تجنب الجلوس لفترات طويلة، وشرب كميات كافية من الماء، والحركة المنتظمة حتى خلال السفر، والحفاظ على وزن صحي، ومراجعة الطبيب قبل تناول أدوية قد تزيد من خطر الجلطات. بعض العادات اليومية تساعد أيضًا على دعم صحة الدورة الدموية، مثل رفع الساقين بعد الجلوس، وممارسة المشي أو السباحة، وتناول أطعمة غنية بالأوميغا 3 والمغنيسيوم، وتقليل الكافيين والملح. من خلال اتباع هذه الإجراءات الوقائية، يمكن للأفراد تقليل خطر الإصابة بجلطة الساق والحفاظ على صحة الأوعية الدموية.