الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت إلى مستويات كارثية، وسط تحذيرات متزايدة من منظمات دولية ومحلية حول تفاقم الأزمة الإنسانية وخطر المجاعة الذي يهدد حياة مئات الآلاف، بمن فيهم الأطفال. التصريحات الأخيرة تؤكد على أن النظام الصحي في القطاع على وشك الانهيار التام، وأن نقص الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الوقود، يعيق بشكل كبير جهود الإغاثة ويضاعف معاناة السكان. الوضع يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لإنقاذ الأرواح ومنع وقوع كارثة إنسانية شاملة.

 

انهيار النظام الصحي ونقص حاد في المستلزمات الطبية

وفقاً للتقارير الواردة، فإن 7 من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي فقط، مما يعني أن القدرة الاستيعابية للمرضى والجرحى أصبحت محدودة للغاية. ومع تزايد أعداد المصابين والمرضى، يواجه القطاع الصحي ضغوطاً هائلة ونقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية. لم يتبق سوى 4 مستشفيات ميدانية فقط قادرة على تقديم الرعاية الطبية الطارئة، وهو ما لا يكفي لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان. هذا النقص الحاد في الخدمات الصحية يهدد حياة الآلاف، خاصة النساء والأطفال الذين هم أكثر عرضة للمضاعفات الصحية وسوء التغذية.

 

تفاقم سوء التغذية بين الأطفال وخطر المجاعة

نائب الممثل الخاص لليونيسيف أكد على أن عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في غزة قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال شهر واحد فقط، حيث زاد من 5200 إلى 5800. هذا الارتفاع المفاجئ يعكس مدى تدهور الأوضاع الغذائية في القطاع، ويعزز المخاوف بشأن انتشار المجاعة بين الأطفال. مكتب الإعلام الحكومي في القطاع ذكر في بيان له أن خطر المجاعة يتفاقم والموت يهدد مئات الآلاف، بينهم 650 ألف طفل. هذه الأرقام المروعة تستدعي تحركاً فورياً لتوفير الغذاء والمياه النظيفة للأطفال والعائلات المحتاجة، ومنع وقوع كارثة إنسانية لا يمكن تصورها.

 

نقص الوقود يهدد شريان الحياة لـ 2.1 مليون شخص

منظمات الأمم المتحدة حذرت من أن نقص الوقود في غزة وصل إلى "مستويات حرجة"، وهو ما يهدد "شريان الحياة بالنسبة لـ 2.1 مليون شخص يتأرجحون على حافة المجاعة". الوقود ضروري لتشغيل المستشفيات ومحطات المياه والصرف الصحي، بالإضافة إلى دعم عمل سيارات الإسعاف ووسائل النقل الأخرى التي تنقل المساعدات الإنسانية. بدون كميات وقود كافية، ستتوقف هذه الخدمات الأساسية، مما يزيد من معاناة السكان ويهدد حياتهم. هذا النقص الحاد في الوقود يتطلب تدخلاً عاجلاً لتوفير الإمدادات اللازمة وضمان استمرار عمل الخدمات الحيوية.

 

دعوات للتحرك الدولي العاجل ومنع الإبادة

الناشطة الحقوقية ذكرت أن المنظمات الدولية بحاجة إلى قدرة كاملة على الوصول للقطاع لمنع الإبادة، مشيرة إلى أن مسيرة تعافي قطاع غزة ستكون طويلة وصعبة. الوضع الإنساني المتدهور يتطلب تحركاً دولياً عاجلاً لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة وحماية المدنيين. يجب على المجتمع الدولي أن يضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بالإضافة إلى دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية في القطاع. إنقاذ الأرواح ومنع وقوع كارثة إنسانية شاملة هو مسؤولية مشتركة تتطلب تضافر الجهود الدولية.