في إطار مشروع "التجلي الأعظم" الطموح، تسعى مصر إلى ترسيخ مكانة مدينة سانت كاترين كوجهة سياحية عالمية بارزة. يهدف هذا المشروع إلى تحويل المدينة إلى عاصمة للسياحة البيئية والسفاري والدينية، وجذب الزوار من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بما تحمله من رمزية دينية وثقافية وتاريخية عميقة، بالإضافة إلى طبيعتها الساحرة الفريدة. يمثل هذا التوجه نقلة نوعية في استراتيجية الترويج السياحي لمصر، حيث يتم التركيز على إبراز الجوانب الروحانية والتاريخية للمدينة، بالإضافة إلى كنوزها الطبيعية الخلابة
الرؤية الاستراتيجية لتطوير سانت كاترين
تعتمد الرؤية الاستراتيجية لتطوير سانت كاترين على عدة محاور رئيسية. أولاً، الحفاظ على الطابع التاريخي والديني للمدينة، وذلك من خلال ترميم المواقع الأثرية والدينية وتطوير البنية التحتية المحيطة بها بما يتناسب مع قدسية المكان. ثانياً، تنمية السياحة البيئية والسفاري، وذلك من خلال استغلال التنوع البيولوجي الفريد للمنطقة وتوفير مسارات للمشي لمسافات طويلة والتخييم في الصحراء. ثالثاً، توفير تجربة سياحية متكاملة، وذلك من خلال تطوير الفنادق والمطاعم والمرافق السياحية الأخرى، بالإضافة إلى توفير خدمات نقل مريحة وآمنة. رابعاً، إشراك المجتمع المحلي في عملية التنمية، وذلك من خلال توفير فرص عمل جديدة وتدريب الشباب على المهارات اللازمة للعمل في قطاع السياحة. من خلال تحقيق هذه المحاور، تسعى مصر إلى تحويل سانت كاترين إلى وجهة سياحية مستدامة تجذب الزوار على مدار العام.
أهمية سانت كاترين الدينية والثقافية
تكتسب سانت كاترين أهمية دينية وثقافية استثنائية، فهي تضم دير سانت كاترين، وهو أحد أقدم الأديرة المسيحية في العالم، والذي يعود تاريخه إلى القرن السادس الميلادي. يعتبر الدير كنزاً ثقافياً وتاريخياً، حيث يضم مكتبة تحتوي على مجموعة نادرة من المخطوطات والكتب القديمة، بالإضافة إلى مجموعة من الأيقونات والتحف الفنية التي لا تقدر بثمن. بالإضافة إلى ذلك، يقع جبل موسى بالقرب من سانت كاترين، وهو الجبل الذي تلقى فيه النبي موسى الوصايا العشر من الله. يمثل صعود جبل موسى تجربة روحانية عميقة للعديد من الزوار، حيث يعتقدون أنهم يتواصلون مع التاريخ والدين بشكل مباشر. إن هذه الأهمية الدينية والثقافية تجعل من سانت كاترين وجهة فريدة تجذب الزوار من مختلف الأديان والثقافات.
الجهود الحكومية لدعم التنمية في جنوب سيناء
يولي الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماماً خاصاً بتنمية المناطق الحدودية، وخاصة محافظة جنوب سيناء. وقد أشاد اللواء خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، بالدعم المستمر والجهود المتواصلة التي يبذلها الرئيس السيسي لدفع عجلة التنمية الشاملة في المحافظة. تشمل هذه الجهود تنفيذ العديد من المشروعات التنموية في مختلف القطاعات، مثل البنية التحتية والإسكان والصحة والتعليم. كما يتم التركيز على تطوير قطاع السياحة، حيث يتم تقديم الدعم للمستثمرين وتسهيل الإجراءات اللازمة لإنشاء الفنادق والمرافق السياحية الأخرى. تهدف هذه الجهود إلى تحسين مستوى معيشة السكان المحليين وتوفير فرص عمل جديدة، بالإضافة إلى تعزيز مكانة جنوب سيناء كوجهة سياحية جاذبة.
مستقبل السياحة في سانت كاترين
مع استمرار العمل على تنفيذ مشروع "التجلي الأعظم" وتطوير البنية التحتية والمرافق السياحية في سانت كاترين، يتوقع أن تشهد المدينة نمواً كبيراً في عدد الزوار في السنوات القادمة. من المتوقع أن تجذب المدينة السياح من مختلف أنحاء العالم، وخاصة المهتمين بالسياحة الدينية والثقافية والبيئية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تصبح سانت كاترين وجهة مفضلة للسياحة الداخلية، حيث يمكن للمصريين الاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة والتاريخ العريق للمدينة. من خلال الترويج الفعال للمدينة وتسليط الضوء على مميزاتها الفريدة، يمكن لمصر أن تحقق أقصى استفادة من الإمكانات السياحية الهائلة لسانت كاترين وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية رائدة.