أعلنت سماح إبراهيم، مدير مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، عن تطبيق قيود جديدة ومشددة فيما يتعلق بالتحاق الطلاب بمدارس التعليم الثانوي العام الرسمية التابعة للمحافظة. تأتي هذه الإجراءات في إطار سعي المديرية لتنظيم عملية القبول وضمان تكافؤ الفرص بين الطلاب المقيمين في القاهرة. وتهدف هذه القيود إلى الحد من الضغط المتزايد على المدارس الثانوية بالقاهرة، والذي يرجع جزئياً إلى زيادة أعداد الطلاب الراغبين في الالتحاق بها من محافظات أخرى. وأكدت مديرية التربية والتعليم أن هذه الإجراءات تتماشى مع القرارات الوزارية المنظمة لعملية التحويل بين المحافظات، وأنها تهدف إلى الحفاظ على جودة التعليم المقدم للطلاب المقيمين في القاهرة.
شروط القبول الجديدة: الأولوية لأبناء القاهرة
وفقًا للتعليمات الجديدة، لن يتم قبول أي طلبات التحاق بمدارس التعليم الثانوي العام الرسمية بالقاهرة إلا للطلاب الحاصلين على شهادة إتمام الدراسة بمرحلة التعليم الأساسي من إحدى مدارس القاهرة. بمعنى آخر، يجب أن يكون الطالب قد أتم دراسته في المرحلة الإعدادية في مدرسة تابعة لمديرية التربية والتعليم بالقاهرة حتى يتمكن من الالتحاق بمدرسة ثانوية عامة رسمية في المحافظة. هذا الشرط يستهدف بشكل أساسي ضمان أن الأولوية في الالتحاق بالمدارس الثانوية بالقاهرة ستكون لأبناء المحافظة الذين استكملوا تعليمهم الأساسي فيها. وتأتي هذه الخطوة استجابة للشكاوى المتكررة من أولياء الأمور بشأن صعوبة إيجاد مقاعد لأبنائهم في المدارس الثانوية المتميزة بسبب الإقبال الكبير من الطلاب القادمين من محافظات أخرى.
منع التحويل المباشر من محافظات أخرى
أكدت مديرية التربية والتعليم بالقاهرة بشكل قاطع على عدم السماح نهائيًا لطلاب الصف الأول الثانوي بأي محافظة أخرى بالتحويل إلى مدارس القاهرة بشكل مباشر. هذا يعني أن الطالب الذي أتم تنسيقه في إحدى المدارس الثانوية بمحافظته الأصلية لا يمكنه الانتقال مباشرة إلى مدرسة ثانوية في القاهرة. وأوضحت المديرية أن التحويل من محافظة إلى أخرى متاح فقط بعد استيفاء شروط معينة، أهمها أن يتم التنسيق المبدئي للطالب في محافظته الأصلية، وأن يتم التحويل وفقًا للقرارات الوزارية المنظمة لذلك. تهدف هذه الإجراءات إلى منع التحايل على نظام التنسيق المركزي، وضمان توزيع عادل للطلاب على المدارس الثانوية في مختلف المحافظات. كما تهدف إلى الحد من الضغط على المدارس الثانوية بالقاهرة، التي تعاني بالفعل من اكتظاظ الفصول ونقص الإمكانيات في بعض الأحيان.
القرارات الوزارية المنظمة للتحويل بين المحافظات
تخضع عملية التحويل بين المحافظات في المرحلة الثانوية للعديد من القرارات الوزارية المنظمة، والتي تحدد الشروط والإجراءات الواجب اتباعها. تتضمن هذه القرارات عادةً شروطًا تتعلق بالمجموع الكلي للطالب في الشهادة الإعدادية، ونظام التنسيق المتبع في المحافظتين، وتوافر أماكن شاغرة في المدارس الثانوية المراد التحويل إليها. كما تتطلب هذه القرارات موافقة كل من مديريتي التربية والتعليم في المحافظتين المعنيتين بالتحويل. يجب على الطلاب الراغبين في التحويل بين المحافظات الاطلاع على هذه القرارات الوزارية والالتزام بها، وتقديم المستندات المطلوبة في المواعيد المحددة. وتؤكد مديرية التربية والتعليم بالقاهرة على أنها ستلتزم بتطبيق هذه القرارات الوزارية بشكل صارم، ولن تسمح بأي تحويلات تخالف هذه القرارات.
تأثير القيود الجديدة على الطلاب وأولياء الأمور
من المتوقع أن يكون لهذه القيود الجديدة تأثير كبير على الطلاب وأولياء الأمور، خاصةً أولئك الذين يخططون للانتقال إلى القاهرة للدراسة في المرحلة الثانوية. يجب على هؤلاء الطلاب وأولياء الأمور أن يكونوا على دراية بالشروط الجديدة وأن يضعوا في اعتبارهم أن الأولوية في الالتحاق بالمدارس الثانوية بالقاهرة ستكون لأبناء المحافظة. كما يجب عليهم التأكد من استيفاء جميع الشروط والإجراءات المطلوبة للتحويل بين المحافظات، في حال كانوا يرغبون في الانتقال إلى مدرسة ثانوية في القاهرة بعد إتمام تنسيقهم في محافظتهم الأصلية. وتأمل مديرية التربية والتعليم بالقاهرة أن تساهم هذه الإجراءات في تنظيم عملية القبول في المدارس الثانوية، وتحسين جودة التعليم المقدم للطلاب، وتخفيف الضغط على المدارس المكتظة.