تولي مصر القضية الفلسطينية اهتمامًا بالغًا، وتضعها على رأس أولوياتها، وتسعى جاهدة لحماية المدنيين الفلسطينيين والتصدي للعدوان الإسرائيلي. وتتحرك مصر وفق سياسة استراتيجية متوازنة تهدف إلى تحقيق السلام العادل والشامل، وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. وتتجلى هذه السياسة في عدة محاور، أبرزها:
تكثيف الاتصالات الدبلوماسية
كثفت القيادة المصرية اتصالاتها مع القوى الدولية والإقليمية الفاعلة، بهدف حشد الدعم للقضية الفلسطينية، والضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، والعودة إلى طاولة المفاوضات. وتسعى مصر إلى إيجاد حل سياسي عادل وشامل يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وتؤكد مصر على أهمية دور المجتمع الدولي في تحقيق السلام، وتدعو إلى تفعيل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية. كما تعمل مصر على تنسيق المواقف مع الدول العربية، وتوحيد الصف الفلسطيني، من أجل مواجهة التحديات المشتركة.
تقديم المساعدات الإنسانية
لم تتوان مصر عن تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رغم المخاطر والتحديات. وقامت مصر بإدخال قوافل المساعدات الطبية والغذائية والإغاثية إلى القطاع، عبر معبر رفح، لتلبية الاحتياجات الأساسية للسكان. كما استقبلت المستشفيات المصرية الجرحى والمرضى الفلسطينيين، وقدمت لهم الرعاية الطبية اللازمة. وتؤكد مصر على أن تقديم المساعدات الإنسانية هو واجب إنساني وأخلاقي، وأنها لن تدخر جهدًا في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني. وتدعو مصر المجتمع الدولي إلى تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وإلى دعم جهود إعادة إعمار القطاع.
رفض الحلول الأحادية والواقع الميداني الجديد
تؤكد القيادة المصرية على رفضها القاطع لأي حلول أحادية أو فرض واقع ميداني جديد في قطاع غزة. وتشدد مصر على أن أي حل يجب أن يكون شاملاً وعادلاً، ويضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ويتوافق مع قرارات الشرعية الدولية. وترفض مصر أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، أو لتغيير التركيبة الديمغرافية للقطاع. وتدعو مصر إلى الحفاظ على الوضع القائم في القدس الشرقية، واحترام المقدسات الإسلامية والمسيحية. وتعمل مصر على منع أي تصعيد عسكري في قطاع غزة، وتدعو إلى وقف إطلاق النار الشامل والفوري.
السعي لتثبيت معادلة سياسية تضمن حقوق الفلسطينيين
تسعى مصر جاهدة لتثبيت معادلة سياسية تضمن حقوق الفلسطينيين، وترفض اختزال الصراع في جانب إنساني فقط. وتؤكد مصر على أن القضية الفلسطينية هي قضية سياسية بامتياز، وأن الحل يجب أن يكون سياسياً، من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وتدعو مصر إلى استئناف عملية السلام على أساس حل الدولتين، وإلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وتشدد مصر على أن أمن الفلسطينيين واستقرار المنطقة لا ينفصل عن الأمن القومي المصري، وأنها ستواصل دعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل الممكنة. الدور المصري في دعم فلسطين اليوم أقوى مما مضى، وأكثر اتساعًا من مجرد ردود أفعال، بل يعكس إرادة سياسية وسيادية واضحة.