أعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، يوم الجمعة الموافق 11 يوليو 2025، عن استعداد بلاده للرد بالمثل على أي رسوم جمركية جديدة تفرضها الولايات المتحدة الأمريكية. جاء هذا التصريح في ظل تصاعد التوترات التجارية بين البلدين، واحتمالية فرض واشنطن رسومًا إضافية على بعض المنتجات البرازيلية. تصريحات الرئيس البرازيلي تعكس قلقًا متزايدًا في برازيليا بشأن تأثير هذه الرسوم على الاقتصاد البرازيلي، الذي يعتمد بشكل كبير على الصادرات إلى الولايات المتحدة.

 

وفي تصريحات نقلتها قناة القاهرة الإخبارية، أكد الرئيس لولا دا سيلفا أن الحكومة البرازيلية ستعمل جاهدة لتجنب تطبيق هذه الرسوم الجمركية. وأضاف: "سنبذل قصارى جهدنا لضمان عدم تطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية على بلادنا". لم يوضح الرئيس البرازيلي طبيعة الإجراءات التي ستتخذها بلاده للرد على الرسوم الجمركية الأمريكية، لكنه أكد أن الرد سيكون "بالمثل"، مما يشير إلى أن البرازيل قد تفرض رسومًا مماثلة على المنتجات الأمريكية المستوردة. يراقب المحللون الاقتصاديون عن كثب هذه التطورات، ويتوقعون أن تؤدي الحرب التجارية بين البلدين إلى ارتفاع الأسعار وتراجع حجم التبادل التجاري.

 

تأتي هذه التهديدات المتبادلة في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من عدم اليقين، بسبب التوترات الجيوسياسية وارتفاع معدلات التضخم. تعتبر الولايات المتحدة من أهم الشركاء التجاريين للبرازيل، حيث تستورد واشنطن كميات كبيرة من المنتجات الزراعية والصناعية البرازيلية. في المقابل، تستورد البرازيل من الولايات المتحدة العديد من المنتجات المصنعة والتكنولوجيا المتقدمة. أي قيود على التبادل التجاري بين البلدين ستؤثر سلبًا على كلا الاقتصادين. من المتوقع أن تجري مفاوضات مكثفة بين الجانبين في محاولة لتجنب التصعيد.

 

الرسوم الجمركية الأمريكية المقترحة لم يتم الكشف عن تفاصيلها بشكل كامل حتى الآن، ولكن تشير التوقعات إلى أنها قد تستهدف بعض المنتجات الزراعية البرازيلية، مثل فول الصويا والسكر. هذه المنتجات تعتبر من أهم الصادرات البرازيلية إلى الولايات المتحدة، وفرض رسوم عليها سيؤدي إلى تراجع القدرة التنافسية للمنتجات البرازيلية في السوق الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر الرسوم الجمركية على الاستثمارات الأمريكية في البرازيل، حيث قد يتردد المستثمرون في ضخ أموال جديدة في السوق البرازيلية بسبب حالة عدم اليقين التي تسببها الحرب التجارية.

 

في الختام، يمثل تهديد الرئيس البرازيلي بالرد بالمثل على الرسوم الجمركية الأمريكية تصعيدًا خطيرًا في التوترات التجارية بين البلدين. من المرجح أن تشهد الفترة المقبلة مفاوضات صعبة بين الجانبين، بهدف التوصل إلى حل يرضي الطرفين ويتجنب حربًا تجارية مدمرة. يبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن الولايات المتحدة والبرازيل من تجاوز هذه الخلافات والعودة إلى مسار التعاون التجاري البناء، أم أن الحرب التجارية ستشتعل وتؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي؟