تستعد منظمات المجتمع المدني في مصر لانتخابات مجلس الشيوخ 2025، المقرر إجراؤها في 11 و 12 أغسطس المقبل، بسلسلة من الفعاليات المتنوعة. تهدف هذه الفعاليات إلى رفع الوعي بأهمية المشاركة السياسية في هذا الاستحقاق الدستوري، وشرح مهام مجلسي الشيوخ والنواب، بالإضافة إلى متابعة البيئة العامة قبل الانتخابات وأثناء أيام الاقتراع. وتقوم هذه المنظمات بتجهيز غرف متابعة لإصدار تقارير تقييمية للمشهد الانتخابي بشكل عام. هذا التحرك النشط يعكس الدور الحيوي الذي يلعبه المجتمع المدني في تعزيز الديمقراطية وضمان سير العملية الانتخابية بنزاهة وشفافية.

 

تعاون بين القومي لحقوق الإنسان والهيئة الوطنية للانتخابات

 

في إطار هذا الاستعداد، قام المجلس القومي لحقوق الإنسان بتوقيع بروتوكول تعاون مع الهيئة الوطنية للانتخابات في إبريل الماضي. يهدف هذا البروتوكول إلى تعزيز المشاركة السياسية والوعي الانتخابي لدى المواطنين، وتفعيل دور المنظمات الأهلية في متابعة الانتخابات. يؤكد المجلس أن هذا البرنامج يأتي ضمن جهود أوسع لتعزيز القيم الديمقراطية ونشر ثقافة حقوق الإنسان، من خلال بناء شراكات فعالة بين مؤسسات الدولة والمجتمع المدني. هذا التعاون يهدف إلى ضمان مشاركة فاعلة ومستنيرة في صنع القرار، ويساهم في خلق بيئة انتخابية مواتية تشجع المواطنين على الإدلاء بأصواتهم والمشاركة في تحديد مستقبل بلادهم.

 

غرفة عمليات مركزية لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ

 

شكل المجلس القومي لحقوق الإنسان غرفة عمليات مركزية لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ، برئاسة السفير محمود كارم. من المقرر أن تبدأ أعمال الغرفة في مطلع أغسطس، وتضم في عضويتها عبدالجواد أحمد، عضو المجلس والمشرف على أعمال الغرفة، ومحمود بسيوني، ودينا خليل، عضوي المجلس، والدكتور هاني إبراهيم، الأمين العام، وفريق متخصص من الأمانة الفنية بالمجلس. وتأتي هذه الخطوة في إطار منظومة قائمة لمتابعة الاستحقاقات الانتخابية، تعتمد على أدوات رصد ميدانية وفنية تمكن المجلس من قراءة واقع العملية الانتخابية بدقة وموضوعية. يعتبر المجلس أن الحق في الانتخاب يمثل أحد أبرز الحقوق السياسية التي يقوم عليها البناء الديمقراطي، ويسعى لضمان بيئة انتخابية جادة تكفل فيها فرص المشاركة المتساوية، وترصد مجرياتها وفق معايير مهنية تساهم في ترسيخ الثقة العامة في مسار الانتخابات.

 

تقييم الائتلاف المصري للبيئة الانتخابية

 

في سياق متصل، بدأ الائتلاف المصري لحقوق الإنسان والتنمية، ومؤسسة ملتقي الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، متابعة انتخابات مجلس الشيوخ 2025، وأصدر تقريرًا بعنوان "قراءة في السياقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تجرى فيها انتخابات مجلس الشيوخ". يشير التقرير إلى أن الانتخابات تجرى في سياق معقد يتقاطع فيه الاستقرار السياسي النسبي مع ضغوط اقتصادية واجتماعية متصاعدة. يسلط التقرير الضوء على تحديات تتعلق بضعف التعددية واحتكار المشهد من قبل أحزاب بعينها، مع اعتراضات على تعديلات قانونية لم تعكس مخرجات الحوار الوطني. كما يشير إلى حالة من العزوف الشعبي، خاصة بين الشباب، نتيجة لانخفاض الثقة في قدرة المجالس المنتخبة على التأثير الفعلي، واستمرار الاعتماد على الولاءات العائلية والقبلية في الريف، مما يعمق فجوة التمثيل بين فئات المجتمع. ويؤكد التقرير على أهمية معالجة هذه التحديات لضمان انتخابات تعكس إرادة الشعب وتمهد لمستقبل ديمقراطي مستقر.

 

دور المجتمع المدني في تعزيز المشاركة السياسية

 

المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أطلقت حملة "خليك إيجابي.. انزل شارك" للوعي بأهمية المشاركة السياسية. تضمنت الحملة جلسات حوارية حول أهمية المشاركة السياسية وحقوق الترشح والانتخاب، في ضوء الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. ناقشت الجلسات الفرق بين مجلس النواب ومجلس الشيوخ، والأنظمة الانتخابية المختلفة، وسُبل تعزيز وعي المواطنين بدورهم السياسي وحقهم في المشاركة الفعالة. هذه الجهود المتكاملة من منظمات المجتمع المدني تسعى إلى تمكين المواطنين وتزويدهم بالمعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة في الانتخابات، وتعزيز ثقتهم في العملية الديمقراطية. إن المشاركة الفعالة من قبل المواطنين هي الضمانة الأساسية لنجاح أي انتخابات وتحقيق التنمية المستدامة في المجتمع.