أثارت زيارات قام بها عدد من الأئمة والشخصيات الدينية من أوروبا إلى إسرائيل جدلاً واسعاً واستنكاراً شديداً، خاصةً من قبل المفتي الأوروبي الذي عبّر عن غضبه واستيائه الشديدين. هذه الزيارات، التي غالباً ما تتم بدعوة من جهات إسرائيلية، تُعتبر في نظر الكثيرين تطبيعاً للعلاقات مع دولة الاحتلال، وتجاهلاً لمعاناة الشعب الفلسطيني. المفتي الأوروبي، في بيان شديد اللهجة، وصف هذه الزيارات بأنها "صفقة مشبوهة" و"بيع للضمائر"، مؤكداً أن هؤلاء الأئمة يمثلون أنفسهم فقط ولا يمثلون جموع المسلمين في أوروبا.
تساؤلات حول دوافع الزيارات وأهدافها
تتزايد التساؤلات حول الدوافع الحقيقية وراء هذه الزيارات، والأهداف التي تسعى الجهات الإسرائيلية إلى تحقيقها من خلالها. يرى البعض أن هذه الزيارات تهدف إلى تلميع صورة إسرائيل أمام الرأي العام الأوروبي، ومحاولة إضفاء الشرعية على سياساتها وممارساتها تجاه الفلسطينيين. كما أنها تهدف إلى إحداث شرخ في صفوف الجالية المسلمة في أوروبا، وزعزعة ثقتها في قياداتها الدينية. الأئمة الزائرون، في المقابل، يبررون زياراتهم بأنها تهدف إلى الاطلاع على الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل على تحقيق السلام، لكن هذه التبريرات لم تلق قبولاً واسعاً، واعتُبرت محاولة لتغطية حقيقة الأمر.
تأثير الزيارات على الجالية المسلمة في أوروبا
تُحدث هذه الزيارات انقساماً حاداً داخل الجالية المسلمة في أوروبا، حيث يرى البعض أنها خيانة للقضية الفلسطينية، وتطبيع مرفوض مع دولة الاحتلال، بينما يرى البعض الآخر أنها قد تكون فرصة للحوار والتواصل، وفهم وجهات النظر المختلفة. هذا الانقسام يؤثر سلباً على وحدة الجالية المسلمة وقوتها، ويضعف قدرتها على الدفاع عن حقوقها ومصالحها. كما أنه يثير الشكوك حول ولاء بعض القيادات الدينية، ويقلل من ثقة الناس بهم.
المفتي الأوروبي يدعو إلى مقاطعة إسرائيل
دعا المفتي الأوروبي إلى مقاطعة إسرائيل على كافة المستويات، الاقتصادية والثقافية والسياسية، مؤكداً أن هذه المقاطعة هي الوسيلة الوحيدة للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني. المقاطعة، بحسب المفتي، هي واجب ديني ووطني على كل مسلم غيور على دينه ووطنه، ولا يجوز التهاون فيها أو التخاذل عنها. كما دعا المفتي إلى دعم الشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة، وتقديم المساعدة والعون له للتغلب على الظروف الصعبة التي يمر بها.
دعوات إلى الوحدة والتضامن لنصرة القضية الفلسطينية
في ختام بيانه، دعا المفتي الأوروبي إلى الوحدة والتضامن بين المسلمين في أوروبا، والعمل معاً لنصرة القضية الفلسطينية، والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. الوحدة والتضامن، بحسب المفتي، هما السلاح الأقوى في مواجهة التحديات والصعاب، وبهما يمكن تحقيق النصر والظفر. كما دعا المفتي إلى الحذر من محاولات إثارة الفتنة والشقاق بين المسلمين، والتمسك بالقيم الإسلامية السمحة، والأخلاق الحميدة.