تشهد العاصمة القطرية الدوحة جولة مكثفة من المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، بوساطة دولية وإقليمية، بهدف التوصل إلى اتفاق تهدئة ووقف إطلاق نار في قطاع غزة. تركز المحادثات بشكل أساسي على آليات انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع، والنقاط المحددة لهذا الانسحاب، بالإضافة إلى وضع آليات فعالة لدخول وتوزيع المساعدات الإنسانية على النازحين والمتضررين من الحرب. تعتبر هذه المفاوضات حاسمة في تحديد مستقبل الصراع، وتسعى الأطراف المعنية إلى تحقيق تقدم ملموس يفضي إلى وقف دائم للأعمال العدائية. وتشكل الضمانات التي تطالب بها حركة حماس جوهر الخلافات، حيث تصر الحركة على ضرورة قبول إسرائيل بالانخراط في مفاوضات شاملة منذ اليوم الأول للهدنة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف كامل وشامل للحرب.

 

حماس تشترط ضمانات لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل من القطاع

أعلنت حركة حماس، الأربعاء، أن النقاط الجوهرية في مفاوضات وقف إطلاق النار ما تزال قيد التفاوض، وعلى رأس هذه النقاط: تدفق المساعدات الإنسانية بشكل منتظم وكافٍ، وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من كافة أراضي قطاع غزة، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار. تؤكد الحركة على أن هذه الشروط تمثل الحد الأدنى المقبول لوقف العمليات العسكرية، وضمان عدم تكرار المأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع.

 

وفي إطار حرصها على إنجاح المساعي الجارية، أبدت الحركة مرونة "ووافقت على إطلاق سراح عشرة أسرى". هذا الإعلان يعكس رغبة الحركة في التوصل إلى حل سلمي، ولكنه يؤكد في الوقت نفسه على تمسكها بحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في الحياة الكريمة والأمن والاستقرار.

 

مراقبون يتوقعون صفقة أسرى جزئية تمهد لإنهاء الحرب

يتوقع مراقبون سياسيون أن تمهد القمة المرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الطريق لصفقة أسرى جزئية، تعتبر كخطوة أولى نحو إنهاء أطول حرب تخوضها إسرائيل ضد الفلسطينيين. ويؤكد المراقبون أن هذه الفترة تعتبر حاسمة، وتمثل مرحلة انتقالية من واقع قتالي قاتم إلى واقع ترتيبي جديد. ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى يمكن أن يفتح الباب أمام مفاوضات أوسع نطاقًا، تهدف إلى تحقيق سلام دائم وشامل في المنطقة. ومع ذلك، يظل التحدي الأكبر هو إيجاد حلول جذرية للقضايا العالقة، مثل قضية اللاجئين، والقدس، والحدود، لضمان عدم تجدد الصراع في المستقبل.

 

تقدم طفيف في قضايا المساعدات والانسحاب الإسرائيلي

تشير التقارير الواردة من الدوحة إلى وجود تقدم طفيف في بعض القضايا المتعلقة بالمساعدات الإنسانية والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. يجري بحث آليات لتسهيل دخول المساعدات وضمان وصولها إلى مستحقيها، بالإضافة إلى وضع جدول زمني للانسحاب الإسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان. ومع ذلك، لا تزال هناك خلافات جوهرية حول تفاصيل هذه الآليات، وحول الضمانات التي تضمن عدم عرقلة دخول المساعدات أو إعادة احتلال المناطق التي يتم الانسحاب منها. ويتطلب التوصل إلى اتفاق نهائي مزيدًا من المرونة والتنازلات من جميع الأطراف، بالإضافة إلى ضمانات دولية قوية تضمن تنفيذ الاتفاق على أرض الواقع.

 

المفاوضات مستمرة وسط تعقيدات وتحديات كبيرة

تستمر المفاوضات غير المباشرة في الدوحة بين حماس وإسرائيل، وسط تعقيدات وتحديات كبيرة تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي. تعتبر القضية الفلسطينية من أعقد القضايا في العالم، وتتطلب حلولًا مبتكرة وغير تقليدية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. ويعتبر الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لحل هذه القضية، ولكن يجب أن يكون هذا الحوار مبنيًا على أساس الاحترام المتبادل، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني، ووقف جميع أشكال العنف والاحتلال. ويتطلب تحقيق السلام أيضًا دعمًا دوليًا قويًا، وجهودًا متواصلة من جميع الأطراف المعنية، لتهيئة المناخ المناسب للمفاوضات، وتذليل العقبات التي تعترض طريق السلام.