شهدت محافظة الإسكندرية اليوم، الخميس، مشهدًا إنسانيًا مؤثرًا يعكس عمق الروابط الأسرية والتكاتف المجتمعي، حيث توافد أولياء الأمور بأعداد كبيرة على أبواب المدارس التي احتضنت امتحانات شهادة الثانوية العامة في آخر أيامها. الانتظار لم يكن مجرد روتين يومي، بل كان تعبيرًا صادقًا عن الدعم النفسي والمعنوي الذي حرص الأهل على تقديمه لأبنائهم في هذه المرحلة المصيرية.

 

منذ الساعات الأولى لانتهاء الامتحان، بدأت تتشكل تجمعات صغيرة من الأمهات والآباء أمام بوابات المدارس، يحملون في أعينهم مزيجًا من القلق والترقب. البعض تبادل أطراف الحديث محاولين تخفيف حدة التوتر، بينما انشغل البعض الآخر بالدعاء والتضرع إلى الله أن يوفق أبناءهم ويسهل عليهم. المشهد كان أشبه بخلية نحل، يسودها جو من الألفة والتآزر، حيث تبادل الأهالي الابتسامات والكلمات التشجيعية، متمنين لجميع الطلاب التوفيق والنجاح.

لحظة خروج الطلاب من لجان الامتحانات كانت لحظة فارقة، حيث انطلقت صيحات الفرح والتهليل ممزوجة بدموع الفرح. الأمهات هرعن لاحتضان أبنائهن، وتقبيلهم، والتعبير عن فخرهن واعتزازهن بهم. الآباء لم يقلوا حماسًا، حيث قاموا بتهنئة أبنائهم وشد أزرهم، مؤكدين لهم أنهم فخورون بجهودهم بغض النظر عن نتيجة الامتحان. الكلمات التشجيعية والعبارات الداعمة كانت حاضرة بقوة، مما ساهم في تخفيف حدة التوتر والقلق التي كانت تسيطر على الطلاب خلال فترة الامتحانات.

 

يعكس هذا المشهد الإنساني حجم القلق والتوتر الذي تعيشه الأسر المصرية خلال فترة امتحانات الثانوية العامة، والتي تعتبر بمثابة عنق الزجاجة بالنسبة للطلاب. فالأهل يدركون تمام الإدراك أهمية هذه المرحلة في تحديد مستقبل أبنائهم، لذلك يبذلون قصارى جهدهم لتوفير الدعم النفسي والمعنوي اللازم لهم. هذا الدعم لا يقتصر على توفير بيئة منزلية هادئة ومريحة، بل يمتد ليشمل الحضور الشخصي أمام لجان الامتحانات لمساندة الأبناء والتعبير عن الاهتمام والتقدير لجهودهم.

إن حرص أولياء الأمور على استقبال أبنائهم في ختام امتحانات الثانوية العامة بالإسكندرية هو رسالة قوية تؤكد على أهمية دور الأسرة في دعم الأبناء وتشجيعهم على تحقيق أهدافهم. إنه مشهد يعكس قيم التكاتف والتآزر التي يتميز بها المجتمع المصري، ويؤكد على أن النجاح ليس مجرد نتيجة فردية، بل هو ثمرة جهد جماعي يشارك فيه الأهل والمدرسة والمجتمع بأكمله. هذا المشهد الإنساني سيظل محفورًا في ذاكرة الطلاب وأولياء الأمور على حد سواء، وسيكون بمثابة حافز لهم للمضي قدمًا نحو تحقيق طموحاتهم وأحلامهم.