ابتكار جديد يغير قواعد اللعبة في عالم القراءة والاستماع، حيث يحول الكتب الورقية إلى كتب صوتية بسهولة ويسر. هذا الابتكار، الذي يعتمد على نص برمجي أنيق بلغة بايثون مكون من 80 سطراً فقط، يتيح لمحبي الأعمال اليدوية تحويل أي كتاب، من الكلاسيكيات القديمة إلى الكتب الورقية الحديثة، إلى تجربة صوتية ممتعة. الفكرة بسيطة ولكنها فعالة: استخدام كاميرا ويب لالتقاط صور الصفحات، ثم استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لاستخراج النص وتحويله إلى صوت بشري طبيعي. هذه التقنية تفتح آفاقاً جديدة للقراءة، خاصة للأشخاص الذين يعانون من صعوبات في القراءة أو يفضلون الاستماع إلى الكتب أثناء التنقل أو القيام بأنشطة أخرى.

 

كيف يعمل محول الكتاب إلى صوت؟

يعتمد هذا الابتكار على عدة مكونات رئيسية تعمل بتناغم لتحقيق الهدف المنشود. أولاً، يتم استخدام لوحة Raspberry Pi Zero 2 W، وهي لوحة اقتصادية بسعر 15 دولاراً فقط، لتشغيل النظام بأكمله. هذه اللوحة الصغيرة تحتوي على طاقة كافية للتعامل مع عبء عمل الذكاء الاصطناعي المطلوب لتحويل النص إلى صوت. ثانياً، تلتقط كاميرا ويب، غالباً ما تكون طراز USB رخيصاً أو مُعاد استخدامه، صوراً للصفحات. ثالثاً، يتم استخدام مهارات Gemini 2.5 المتعددة الوسائط لاستخراج النص من الصور، حتى مع الخطوط غير التقليدية أو التصميمات الغريبة. وأخيراً، يتم تحويل النص المستخرج إلى صوت باستخدام تقنية توليد الصوت، مع الحرص على أن يكون الصوت طبيعياً قدر الإمكان، وتجنب الأصوات الروبوتية التقليدية. بيلد، مطورة هذا الابتكار، أوضحت أنها أرادت شيئاً يمكن لأي شخص إعداده واستخدامه بسهولة، وهذا ما تحقق بالفعل.

 

مزايا محول الكتاب إلى صوت

يتميز هذا الابتكار بالعديد من المزايا التي تجعله خياراً جذاباً لمحبي الكتب. أولاً، يوفر حلاً بديلاً للكتب الصوتية الجاهزة، والتي غالباً ما تكون باهظة الثمن أو غير متوفرة لبعض العناوين. ثانياً، يعمل مع أي كتاب ورقي، بغض النظر عن حجمه أو نوعه. ثالثاً، يعتبر حلاً اقتصادياً، حيث لا يتطلب سوى شراء Raspberry Pi وكاميرا ويب، ولا توجد تكاليف اشتراك شهرية أو سنوية. رابعاً، يتميز بتصميمه مفتوح المصدر، مما يتيح للمطورين الآخرين تجربة الميزات وتعديلها وإضافة وظائف جديدة. خامساً، يوفر تجربة قراءة مخصصة، حيث يمكن للمستخدمين التحكم في سرعة الصوت ونبرته ومستوى الصوت. وأخيراً، يعتبر حلاً صديقاً للبيئة، حيث يقلل من الحاجة إلى شراء الكتب الصوتية المسجلة مسبقاً، مما يقلل من استهلاك الموارد.

 

تطبيقات محتملة

يمكن استخدام هذا الابتكار في العديد من التطبيقات المختلفة. على سبيل المثال، يمكن استخدامه في المدارس والجامعات لمساعدة الطلاب الذين يعانون من صعوبات في القراءة أو الذين يفضلون الاستماع إلى المواد التعليمية. كما يمكن استخدامه في المكتبات العامة لتوفير كتب صوتية مجانية للمستفيدين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدامه في المنازل لتحويل الكتب الورقية القديمة إلى كتب صوتية يمكن الاستمتاع بها من قبل جميع أفراد الأسرة. علاوة على ذلك، يمكن استخدامه من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية للوصول إلى الكتب التي لا تتوفر بتنسيق برايل أو بتنسيق صوتي. وأخيراً، يمكن استخدامه من قبل الشركات والمؤسسات لتحويل الوثائق والمستندات الورقية إلى ملفات صوتية يسهل الوصول إليها والاستماع إليها.

 

مستقبل محول الكتاب إلى صوت

يبدو مستقبل هذا الابتكار واعداً، حيث يمكن تطويره وتحسينه بشكل مستمر. على سبيل المثال، يمكن إضافة ميزات جديدة مثل ترجمة النصوص إلى لغات مختلفة، أو تحسين جودة الصوت باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، أو إضافة دعم لأنواع مختلفة من الكتب والمستندات. كما يمكن تطوير تطبيق للهواتف الذكية يعتمد على هذا الابتكار، مما يتيح للمستخدمين تحويل الكتب الورقية إلى كتب صوتية باستخدام هواتفهم المحمولة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن التعاون مع دور النشر والمؤلفين لتوفير كتب صوتية مجانية أو بأسعار معقولة، مما يشجع على القراءة والاستماع إلى الكتب على نطاق واسع. بشكل عام، يمثل هذا الابتكار خطوة مهمة نحو جعل القراءة أكثر سهولة وإتاحة للجميع، بغض النظر عن قدراتهم أو ظروفهم.