وافق مجلس الوزراء على إعفاء المهرجانات ذات الطابع القومي التي ستنظمها الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي في نطاق مدن القاهرة والإسكندرية ودمنهور خلال الموسم الفني 2025-2026 من الضريبة على مقابل دخول المسارح، المعروفة بضريبة الملاهي. يأتي هذا القرار في إطار دعم الدولة للفنون والثقافة، وتشجيع المؤسسات الثقافية على تقديم فعاليات عالية الجودة بأسعار مناسبة للجمهور. ومن الجدير بالذكر أن وزارة المالية ستتحمل نيابة عن الهيئة العامة للمركز الثقافي القومي (دار الأوبرا المصرية) عبء ضريبة الملاهي المستحقة على مقابل دخول عروض أوبرا عايدة، والمهرجان الصيفي للموسيقى والغناء، ومهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، ومهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء. هذا الدعم المالي يساهم بشكل كبير في تخفيف الأعباء المالية على المركز الثقافي القومي، مما يمكنه من التركيز على الجودة الفنية والتنظيمية للمهرجانات.
خطة وزارة الثقافة وأهداف التنمية المستدامة
يأتي هذا القرار في إطار خطة عمل وزارة الثقافة والدور المنوط بالهيئة العامة للمركز الثقافي القومي لتنفيذ برنامج الحكومة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والعدالة الثقافية في المجتمع. تسعى وزارة الثقافة من خلال هذه المبادرات إلى نشر الفنون الرفيعة، والارتقاء بالذوق العام، والوصول بالمنتج الثقافي والفني إلى مختلف أرجاء الجمهورية، وخاصة شريحة محدودي الدخل. إن إعفاء المهرجانات من ضريبة الملاهي يساهم في خفض أسعار التذاكر، مما يجعلها في متناول شريحة أوسع من الجمهور. بالإضافة إلى ذلك، يشجع هذا القرار على زيادة الإقبال على الفعاليات الثقافية، مما يعزز الوعي الفني والثقافي في المجتمع. كما يعكس هذا الإجراء التزام الحكومة بدعم المؤسسات الثقافية وتمكينها من أداء دورها في التنمية الثقافية والاجتماعية.
أثر القرار على المهرجانات المستفيدة
من المتوقع أن يكون لهذا القرار أثر إيجابي كبير على المهرجانات المستفيدة، حيث سيساهم في زيادة الإقبال الجماهيري عليها، وتحسين جودة العروض المقدمة. على سبيل المثال، ستتمكن دار الأوبرا المصرية من تقديم عروض أوبرا عايدة بأسعار مناسبة للجمهور، مما يتيح لشريحة أكبر من محبي الفنون الاستمتاع بهذا العمل الفني الرفيع. كما سيتمكن المهرجان الصيفي للموسيقى والغناء من استضافة المزيد من الفنانين المتميزين، وتقديم عروض متنوعة تلبي أذواق مختلف الشرائح الجماهيرية. وبالمثل، سيستفيد مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية من هذا الدعم في تنظيم فعاليات متميزة تجمع بين الباحثين والموسيقيين والفنانين من مختلف أنحاء الوطن العربي. أما مهرجان القلعة الدولي للموسيقى والغناء، فسيتمكن من تقديم عروض فنية متنوعة في موقع تاريخي مميز، مما يجذب المزيد من السياح والزوار.
دور وزارة المالية في دعم الثقافة
تحمل وزارة المالية لعبء ضريبة الملاهي المستحقة على مقابل دخول المهرجانات المستفيدة يعكس التزام الحكومة بدعم الثقافة والفنون، وتوفير الموارد اللازمة لتنمية القطاع الثقافي. يعتبر هذا الدعم المالي استثماراً في مستقبل مصر، حيث يساهم في بناء جيل مثقف وواعٍ، قادر على الإبداع والابتكار. كما يعزز هذا الدعم من مكانة مصر كمركز ثقافي رائد في المنطقة، ويجذب المزيد من السياح والزوار المهتمين بالفنون والثقافة. إن وزارة المالية تلعب دوراً حيوياً في دعم المؤسسات الثقافية وتمكينها من أداء دورها في التنمية الثقافية والاجتماعية، وذلك من خلال توفير الموارد المالية اللازمة لتنفيذ المشاريع والبرامج الثقافية.
تطلعات مستقبلية للقطاع الثقافي
إن هذا القرار يمثل خطوة هامة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في القطاع الثقافي، وتعزيز العدالة الثقافية في المجتمع. من المتوقع أن تشهد الفترة القادمة المزيد من المبادرات والإجراءات التي تهدف إلى دعم الفنون والثقافة، وتوفير فرص متساوية للجميع للاستمتاع بالمنتج الثقافي والفني. كما نتطلع إلى رؤية المزيد من التعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة في دعم القطاع الثقافي، وتنمية المواهب الشابة، وتشجيع الإبداع والابتكار. إن الاستثمار في الثقافة والفنون هو استثمار في مستقبل مصر، ويساهم في بناء مجتمع مزدهر ومتقدم.