يواجه مفوضو مقاطعة ريفية في ولاية نيو مكسيكو الأميركية تحديات متزايدة بسبب تزايد نشاط الذئاب الرمادية المكسيكية المهددة بالانقراض. تفيد التقارير الواردة من المنطقة عن حوادث اختطاف الحيوانات الأليفة من الساحات الأمامية للمنازل، بالإضافة إلى تشويه وقتل المواشي. الأمر الذي أثار قلق السكان ودفع المسؤولين إلى النظر في إعلان حالة الطوارئ. يبدو أن الذئاب لم تعد تخشى البشر، مما يزيد من خطورة الوضع ويثير مخاوف بشأن سلامة السكان المحليين وحيواناتهم.
اجتماع لمناقشة التمويل اللازم لمواجهة التهديد
في محاولة لمعالجة هذه المشكلة المتفاقمة، يعتزم مفوضو مقاطعة كاترون الاجتماع يوم الخميس المقبل لمناقشة قرار حاسم. يهدف هذا القرار إلى توفير التمويل اللازم لتوظيف المزيد من الأشخاص المتخصصين في التحقيق في تقارير الأضرار الناجمة عن الذئاب، بالإضافة إلى المساعدة في إبعاد الذئاب عن المناطق السكنية والمزارع. تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود المستمرة لإعادة إدخال الذئاب الرمادية المكسيكية إلى غرب الولايات المتحدة، وهي جهود تواجه معارضة شديدة من قبل المزارعين وأصحاب الماشية.
تحذيرات للمواطنين بضرورة اتخاذ الاحتياطات اللازمة
أصدر مفوضو المقاطعة بياناً صحفياً حذروا فيه المواطنين من خطورة الوضع، مؤكدين أن "هذا يمثل خطراً فورياً على صحة الأفراد وسلامة الممتلكات". ودعا البيان إلى "الانتباه الدائم لما يحيط بكم أثناء الوجود في الهواء الطلق. تأكدوا من الإشراف المستمر على الأطفال والحيوانات الأليفة، وأبلغوا كبار السن بضرورة اتخاذ الاحتياطات المناسبة". تعكس هذه التحذيرات مدى القلق الذي يشعر به المسؤولون تجاه سلامة السكان المحليين، وتؤكد على أهمية اتخاذ تدابير وقائية للحد من خطر التعرض لهجمات الذئاب.
مشاكل مماثلة في ولايات أخرى
لا تقتصر هذه المشكلة على المناطق الريفية في نيو مكسيكو فحسب، بل تمتد إلى ولايات أخرى في غرب الولايات المتحدة. فقد أبلغ مسؤولون في أجزاء من أوريجون وشمال كاليفورنيا عن تصاعد جرأة الذئاب وزيادة عدد الماشية النافقة نتيجة هجماتها. وفي الأسابيع الأخيرة، أعلنت مقاطعتان في كاليفورنيا حالة الطوارئ بسبب هذه المشكلة، بينما طلب قائد شرطة مقاطعة أخرى مساعدة المسؤولين عن الحياة البرية في الولاية. تشير هذه التقارير إلى أن تزايد أعداد الذئاب وتوسع نطاق انتشارها يمثل تحدياً متزايداً للمجتمعات الريفية في جميع أنحاء المنطقة.
معارضة المزارعين لبرامج إعادة إدخال الذئاب
الذئاب المكسيكية هي الأصغر حجما بين فصائل الذئاب الرمادية، ويعارض المزارعون جهود إعادة إدخالها إلى البرية منذ أواخر التسعينيات، عندما تم إطلاق أول مجموعة منها بعد تربيتها في أماكن خاصة. يرى المزارعون أن البرامج المحدودة لتعويض الخسائر التي تسببت بها الذئاب غير كافية لمواجهة التهديد الذي تشكله الذئاب على أسلوب حياتهم، الذي يواجه بالفعل تحديات كبيرة بسبب الجفاف الطويل وارتفاع الأسعار. يعتبر هذا الصراع بين جهود الحفاظ على البيئة وحماية مصالح المزارعين جزءاً أساسياً من النقاش الدائر حول إدارة الحياة البرية في غرب الولايات المتحدة.