أعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها العميق إزاء تصاعد التوترات في قطاع غزة، ودعت جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب المزيد من التصعيد. يأتي هذا النداء في ظل تزايد المخاوف بشأن الوضع الإنساني المتردي في القطاع، وتأثيره المباشر على حياة المدنيين الأبرياء. لطالما أكدت الولايات المتحدة على أهمية إيجاد حلول سلمية ومستدامة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن العنف ليس هو الحل. وتؤكد واشنطن على التزامها بالعمل مع الأطراف المعنية، والشركاء الإقليميين والدوليين، لتهدئة الأوضاع، والعودة إلى مسار المفاوضات. إن استمرار حالة عدم الاستقرار في غزة يهدد الأمن الإقليمي بأكمله، ويتطلب تضافر الجهود الدولية لمنع تفاقم الأزمة. وتشدد الإدارة الأمريكية على ضرورة احترام القانون الدولي، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين. كما تدعو إلى اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين الظروف المعيشية في غزة، وتوفير فرص اقتصادية للسكان، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والسلام.
تأثير التوترات على الوضع الإنساني
تؤثر التوترات المتصاعدة في غزة بشكل مباشر على الوضع الإنساني المتردي أصلاً في القطاع. فمع محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل المياه النظيفة والكهرباء والرعاية الصحية، يواجه السكان تحديات جمة في تلبية احتياجاتهم الأساسية. إن استمرار حالة الحصار، والقيود المفروضة على حركة الأفراد والبضائع، تفاقم من الأزمة الإنسانية، وتعيق جهود الإغاثة والتنمية. وتدعو الولايات المتحدة إلى رفع القيود المفروضة على غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون عوائق، لضمان حصول السكان على احتياجاتهم الضرورية. كما تؤكد على أهمية دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وغيرها من المنظمات الإنسانية العاملة في القطاع، لتمكينها من القيام بدورها في تقديم المساعدة والدعم للمحتاجين. إن الوضع الإنساني في غزة يتطلب استجابة عاجلة ومنسقة من المجتمع الدولي، لإنقاذ الأرواح، وتخفيف المعاناة، وإعادة الأمل للسكان.
دعوة إلى الحوار والمفاوضات
تجدد الولايات المتحدة دعوتها إلى جميع الأطراف المعنية بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الانخراط في حوار جاد ومفاوضات مباشرة، بهدف التوصل إلى حل سلمي وشامل للصراع. وتؤكد على أن المفاوضات هي السبيل الوحيد لتحقيق السلام الدائم والمستقر، الذي يضمن حقوق الطرفين، ويلبي تطلعاتهما في العيش بأمن وكرامة. وتشدد على أهمية احترام الاتفاقيات والتعهدات السابقة، والامتناع عن أي خطوات أحادية الجانب تقوض فرص السلام. وتدعو إلى خلق بيئة مواتية للمفاوضات، من خلال وقف جميع أشكال العنف والتحريض، واتخاذ خطوات لبناء الثقة بين الطرفين. وتؤكد على استعدادها للعب دور بناء في تسهيل المفاوضات، وتقديم الدعم اللازم للتوصل إلى اتفاق سلام عادل ودائم. إن السلام ليس مجرد هدف نبيل، بل هو ضرورة حتمية لتحقيق الاستقرار والازدهار في المنطقة.
موقف الولايات المتحدة الثابت
تؤكد الولايات المتحدة على موقفها الثابت الداعم لحل الدولتين، باعتباره الحل الأمثل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل في سلام وأمن. وتشدد على أهمية تحديد حدود آمنة ومعترف بها للدولتين، على أساس حدود عام 1967، مع تبادل للأراضي متفق عليه. كما تؤكد على ضرورة التوصل إلى حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، بما يتفق مع القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وتدعو إلى وقف بناء المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، باعتبارها عقبة أمام السلام. وتؤكد على أن القدس يجب أن تكون عاصمة للدولتين، وأن يتم التوصل إلى حل متفق عليه بشأن وضعها النهائي. إن حل الدولتين هو الحل الوحيد الذي يضمن حقوق الطرفين، ويحقق السلام الدائم والمستقر في المنطقة.
المسؤولية الدولية
تعتبر الولايات المتحدة أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية جماعية في دعم جهود السلام في الشرق الأوسط، والمساهمة في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وتدعو جميع الدول والمنظمات الدولية إلى تقديم الدعم السياسي والاقتصادي والإنساني اللازم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وتشدد على أهمية احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والضغط على جميع الأطراف للالتزام بها. وتدعو إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وتؤكد على أن السلام في الشرق الأوسط يصب في مصلحة الجميع، ويتطلب تضافر الجهود الدولية لتحقيقه. إن تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة سيساهم في تعزيز الأمن العالمي، وتحقيق التنمية المستدامة، وتحسين حياة الملايين من الناس.