كشفت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب كانت تكثف الضغوط على شركاء واشنطن التجاريين بهدف إبرام اتفاقيات جديدة على وجه السرعة قبل الموعد النهائي المحدد يوم الأربعاء. ووفقًا للوكالة، كانت الإدارة تخطط لإرسال خطابات اعتبارًا من يوم الاثنين لتحذير الدول من احتمال فرض رسوم جمركية أعلى بحلول الأول من أغسطس. هذه الخطوة، بحسب الوكالة، زادت من حالة عدم اليقين لدى الشركات التجارية والمستهلكين وشركاء ترامب التجاريين على حد سواء. وبينما كانت التساؤلات تدور حول الدول التي سيتم إبلاغها، وما إذا كان هناك أي تغيير سيحدث في الأيام القادمة، وما إذا كان الرئيس ترامب سيدفع نحو تأجيل فرض الرسوم الجديدة، كانت التوترات التجارية في ذروتها. هذه الضغوط المكثفة تأتي في إطار استراتيجية أوسع نطاقاً اتبعتها إدارة ترامب لإعادة التفاوض على الاتفاقيات التجارية القائمة وتحقيق شروط أكثر تفضيلاً للولايات المتحدة. هذه الاستراتيجية، وإن كانت تهدف إلى حماية المصالح الاقتصادية الأمريكية، إلا أنها أثارت أيضًا مخاوف بشأن الاستقرار الاقتصادي العالمي وإمكانية نشوب حروب تجارية.

 

غموض يحيط بالمفاوضات واحتمالات التأجيل

على الرغم من التصريحات الصادرة عن الرئيس ترامب وكبار مستشاريه الاقتصاديين حول إمكانية تمديد الوقت المتاح لعقد الصفقات، إلا أنهم أصروا على أن الإدارة تطبق أقصى قدر من الضغوط على الدول الأخرى. كيفين هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني للبيت الأبيض في ذلك الوقت، صرح لقناة CBS بأن ترامب سيقرر موعد التخلي عن المفاوضات. وأضاف: "الولايات المتحدة مستعدة دائمًا للحديث للجميع عن أي شيء"، مشيراً إلى وجود مواعيد نهائية، وأشياء قريبة، واحتمالية تجاوز الأمور للموعد النهائي أو عدم تجاوزها. وأكد أن القرار النهائي سيكون للرئيس. هذا التصريح ترك الباب مفتوحًا على مصراعيه أمام جميع الاحتمالات، مما زاد من حالة الترقب والقلق في الأسواق العالمية. المستثمرون والشركات كانوا يراقبون عن كثب تطورات الأحداث، في محاولة لتقييم المخاطر المحتملة واتخاذ القرارات المناسبة لحماية مصالحهم. حالة الغموض هذه كانت تلقي بظلالها على الاقتصاد العالمي، وتزيد من صعوبة التنبؤ بالاتجاهات المستقبلية.

 

تنازلات مقابل تمديد الموعد النهائي

في سياق متصل، صرح ستيفين ميران، رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين بالبيت الأبيض في ذلك الوقت، بأن الدول التي تتفاوض بحسن نية وتقدم تنازلات قد تتمكن من تحديد الموعد النهائي. هذا التصريح أشار إلى وجود مرونة محتملة في موقف الإدارة، وأنها مستعدة للنظر في تمديد الموعد النهائي للدول التي تبدي استعدادًا للتعاون وتقديم تنازلات في المفاوضات التجارية. هذا النهج كان يهدف إلى تشجيع الدول الأخرى على الانخراط في مفاوضات جادة وتقديم عروض ملموسة، بدلاً من مجرد المماطلة أو محاولة تجنب الامتثال لمتطلبات الإدارة الأمريكية. ومع ذلك، فإن هذا النهج أثار أيضًا انتقادات من بعض الأطراف التي رأت فيه نوعًا من الابتزاز التجاري، واستغلالًا للنفوذ الاقتصادي الأمريكي لفرض شروط غير عادلة على الدول الأخرى. الجدل حول هذه القضية استمر لفترة طويلة، وأثار نقاشات حادة حول أخلاقيات التجارة الدولية ودور القوى العظمى في تشكيل النظام الاقتصادي العالمي.

 

تهديد الرسوم الجمركية وتداعياته المحتملة

الرسوم الجمركية الهائلة التي أعلن عنها الرئيس ترامب في الثاني من أبريل الماضي هددت الاقتصاد العالمي وأدت إلى حروب تجارية أوسع. وبعد أسبوع من الذعر الذي أصاب الأسواق المالية، قامت إدارة ترامب بتعليق فرض الرسوم الأكبر على الواردات لمدة 90 يومًا قبل أن تدخل حيز التنفيذ. هذا التعليق المؤقت كان يهدف إلى تهدئة الأسواق ومنح الأطراف المعنية فرصة للتفاوض والتوصل إلى حلول مرضية. ومع ذلك، فإن التهديد بفرض الرسوم الجمركية ظل قائمًا، واستمر في إلقاء بظلاله على الاقتصاد العالمي. الشركات والمستثمرون كانوا يراقبون عن كثب تطورات الأحداث، في محاولة لتقييم المخاطر المحتملة واتخاذ القرارات المناسبة لحماية مصالحهم. الحروب التجارية، بطبيعتها، تؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتراجع النمو الاقتصادي وتقويض الثقة في النظام التجاري العالمي. لذلك، كان هناك قلق متزايد من أن استمرار هذه التوترات التجارية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي.

 

اتفاقيات محدودة قبل الموعد النهائي

من المقرر أن ينتهي الموعد بحلول يوم الأربعاء 9 يوليو، ولم يتم الإعلان عن اتفاقيات تجارية إلا مع بريطانيا وفيتنام فقط. هذا يشير إلى أن الجهود المبذولة لإبرام اتفاقيات تجارية جديدة قبل الموعد النهائي لم تكن مثمرة بالقدر الكافي، وأن العديد من الدول لا تزال مترددة في تقديم التنازلات المطلوبة من قبل الإدارة الأمريكية. الاتفاقيات المحدودة التي تم التوصل إليها مع بريطانيا وفيتنام كانت بمثابة بارقة أمل، ولكنها لم تكن كافية لتهدئة المخاوف بشأن مستقبل التجارة العالمية. التحدي الذي واجهته إدارة ترامب هو إيجاد توازن بين الضغط على الدول الأخرى لتقديم تنازلات وتحقيق مصالح الولايات المتحدة، وبين الحفاظ على علاقات تجارية صحية ومستقرة مع الشركاء التجاريين. هذا التحدي يتطلب دبلوماسية حذرة وتفاوضًا بناءً، بالإضافة إلى فهم عميق للتحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه الدول الأخرى. في نهاية المطاف، فإن مستقبل التجارة العالمية يعتمد على قدرة القادة على إيجاد حلول تعاونية ومستدامة تعود بالنفع على جميع الأطراف المعنية.