نبيلة عبيد تستغيث بسبب قانون الإيجار القديم: «ذكرياتي كلها هتترمي على سور الأزبكية»
قلق الفنانة من تداعيات القانون الجديد
أعربت الفنانة القديرة نبيلة عبيد عن بالغ قلقها وتخوفها الشديدين من التداعيات المحتملة لقانون الإيجار القديم، مؤكدة أن هذا القانون يهدد ذكرياتها ومقتنياتها الثمينة التي تحتفظ بها في شقتها، والتي تعتبرها جزءاً لا يتجزأ من تاريخها الفني والشخصي. وأشارت عبيد إلى أن هذه الذكريات لا تقدر بثمن، وأنها تمثل كنوزاً لا يمكن تعويضها إذا ما اضطرت إلى ترك منزلها والانتقال إلى مكان آخر. وتابعت قائلة: "أشعر بالخوف الشديد من فكرة أن كل هذه الذكريات، كل هذه الصور، كل هذه الجوائز والتكريمات التي حصلت عليها طوال مسيرتي الفنية، قد تجد نفسها ملقاة على سور الأزبكية". وأضافت بصوت يعبر عن الأسى: "هذا القانون بالنسبة لي ليس مجرد قضية سكن، بل هو قضية حياة وتاريخ".
تأثير قانون الإيجار القديم على الفنانين والمثقفين
إن قانون الإيجار القديم يمثل تحدياً كبيراً لشريحة واسعة من الفنانين والمثقفين الذين يعيشون في شقق مستأجرة منذ عقود طويلة، ويعتمدون على الإيجارات القديمة المنخفضة كجزء أساسي من ميزانيتهم. هؤلاء الفنانون والمثقفون غالباً ما يمتلكون أرشيفات فنية وثقافية ضخمة، تضم كتباً، ولوحات، وأفلاماً، وتسجيلات موسيقية، ومقتنيات أخرى ذات قيمة تاريخية وفنية كبيرة. إن إجبار هؤلاء الفنانين والمثقفين على ترك منازلهم والانتقال إلى أماكن أخرى قد يؤدي إلى ضياع أو تلف هذه الأرشيفات الثمينة، مما يمثل خسارة فادحة للذاكرة الثقافية والفنية للمجتمع. ولذلك، يجب على الدولة أن تولي اهتماماً خاصاً لهذه الشريحة من المجتمع، وأن تبحث عن حلول عادلة ومنصفة تراعي ظروفهم الخاصة وتحافظ على حقوقهم.
مطالب الفنانة بحماية حقوق المستأجرين القدامى
طالبت الفنانة نبيلة عبيد الدولة والجهات المعنية بضرورة التدخل لحماية حقوق المستأجرين القدامى، وإيجاد حلول توافقية تضمن حقوق جميع الأطراف، سواء الملاك أو المستأجرين. وأكدت على أهمية إجراء حوار مجتمعي شامل يشارك فيه جميع الأطراف المعنية، للوصول إلى حلول عادلة ومنصفة تراعي الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمستأجرين القدامى، وتحافظ على كرامتهم الإنسانية. وشددت على ضرورة أن تتضمن هذه الحلول آليات لتقديم الدعم المالي والاجتماعي للمستأجرين الذين قد يضطرون إلى ترك منازلهم، وتوفير بدائل سكنية مناسبة لهم. وأضافت: "لا يمكن أن نترك هؤلاء الناس يواجهون مصيرهم وحدهم، فالدولة هي المسؤولة عن حماية مواطنيها وتوفير حياة كريمة لهم".
دعوة إلى حوار مجتمعي شامل
إن قضية قانون الإيجار القديم هي قضية معقدة ومتشعبة الأبعاد، وتتطلب حلاً شاملاً ومتكاملاً يراعي جميع جوانبها. ولذلك، فإن إجراء حوار مجتمعي شامل يشارك فيه جميع الأطراف المعنية، من ملاك ومستأجرين وخبراء قانونيين واقتصاديين واجتماعيين، هو أمر ضروري للوصول إلى حلول عادلة ومنصفة. يجب أن يهدف هذا الحوار إلى فهم وجهات نظر جميع الأطراف، وتحديد المصالح المشتركة، والبحث عن حلول توافقية تضمن حقوق الجميع. كما يجب أن يتضمن هذا الحوار دراسة متأنية للتجارب الدولية في التعامل مع قضايا مماثلة، والاستفادة من الدروس المستفادة من هذه التجارب. إن الوصول إلى حلول مستدامة لقضية قانون الإيجار القديم يتطلب جهداً جماعياً وتعاوناً بين جميع الأطراف المعنية.
أهمية الحفاظ على الذاكرة الفنية والثقافية
في ختام حديثها، أكدت الفنانة نبيلة عبيد على أهمية الحفاظ على الذاكرة الفنية والثقافية للمجتمع، مشيرة إلى أن هذه الذاكرة هي جزء لا يتجزأ من هويتنا الوطنية، وأن الحفاظ عليها هو مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع، أفراداً ومؤسسات ودولة. ودعت إلى إنشاء متاحف ومراكز ثقافية لحفظ الأرشيفات الفنية والثقافية، وتسهيل وصول الباحثين والمهتمين إليها. كما دعت إلى دعم الفنانين والمثقفين الذين يساهمون في إثراء الذاكرة الفنية والثقافية للمجتمع، وتقدير جهودهم وإبداعاتهم. وأضافت: "الفن والثقافة هما مرآة تعكس حضارة المجتمع وتقدمه، والحفاظ عليهما هو استثمار في مستقبلنا". وأعربت عن أملها في أن يتم التوصل إلى حلول عادلة ومنصفة لقضية قانون الإيجار القديم، تحافظ على حقوق المستأجرين القدامى، وتحمي الذاكرة الفنية والثقافية للمجتمع.