شهدت أسعار الفول والعدس في الأسواق المصرية ارتفاعًا ملحوظًا للأسبوع الثاني على التوالي، وذلك وفقًا لأحدث تقرير صادر عن بوابة الأسعار المحلية والعالمية التابعة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء. هذا الارتفاع يثير قلق المستهلكين، خاصة وأن الفول والعدس يعتبران من الأطباق الرئيسية على المائدة المصرية، ويشكلان جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للعديد من الأسر، خاصة محدودة الدخل. ويعزى هذا الارتفاع في الأسعار إلى عدة عوامل، من بينها ارتفاع تكاليف الإنتاج والنقل، بالإضافة إلى التغيرات في أسعار الصرف وتأثيرها على استيراد بعض الأنواع من الخارج. وتأتي هذه الزيادات في ظل ظروف اقتصادية صعبة يمر بها العالم، مما يزيد من الضغوط على المستهلكين ويدفعهم إلى البحث عن بدائل أرخص أو تقليل الكميات المستهلكة.

 

أسعار الفول في الأسواق

 

بالنظر إلى أسعار الفول في الأسواق، فقد سجلت جميع الأنواع ارتفاعًا ملحوظًا. ارتفع سعر الفول المعبأ بنحو 5 جنيهات، ليصل متوسط سعر الكيلو إلى 65.1 جنيه، مع العلم أن الأسعار تتراوح بين 50 و 76 جنيهًا للكيلو الواحد. أما الفول المجروش المعبأ، فقد شهد ارتفاعًا أكبر بلغ حوالي 10.5 جنيه، ليصل متوسط سعر الكيلو إلى 68.9 جنيه، وتتراوح الأسعار بين 60 و 106 جنيهات للكيلو. وبالنسبة للفول السائب، فقد ارتفع سعره بمقدار جنيه واحد، ليصل متوسط سعر الكيلو إلى 51.5 جنيه، مع العلم أن الأسعار تتراوح بين 45 و 58 جنيهًا للكيلو. هذه الزيادات تجعل الفول، وهو أحد أرخص مصادر البروتين، أكثر تكلفة بالنسبة للمستهلكين، مما قد يؤثر على قدرتهم على توفير وجبات غذائية متوازنة لأسرهم. وتشير التوقعات إلى أن الأسعار قد تشهد مزيدًا من الارتفاع في الفترة القادمة، خاصة مع اقتراب شهر رمضان، الذي يشهد زيادة في الطلب على الفول.

 

أسعار العدس في الأسواق

 

لم يقتصر الارتفاع على أسعار الفول فقط، بل امتد ليشمل العدس أيضًا. فقد ارتفع سعر العدس المعبأ بنحو 2.5 جنيه، ليصل متوسط سعر الكيلو إلى 68.4 جنيه، وتتراوح الأسعار بين 60 و 100 جنيه للكيلو. أما العدس بجبه، فقد ارتفع سعره بنحو 3.5 جنيه، ليصل متوسط سعر الكيلو إلى 66.2 جنيه، وتتراوح الأسعار بين 60 و 70 جنيهًا للكيلو. وبالنسبة للعدس الأصفر المعبأ، فقد ارتفع سعره بنحو 1.5 جنيه، ليصل متوسط سعر الكيلو إلى 68.4 جنيه، وتتراوح الأسعار بين 60 و 100 جنيه للكيلو. هذه الزيادات المتتالية في أسعار العدس تجعل هذا النوع من البقوليات، الذي يعتبر مصدرًا هامًا للبروتين والألياف، أكثر صعوبة على الأسر المصرية، خاصة وأن العدس يدخل في العديد من الأطباق التقليدية التي تعتمد عليها الأسر في غذائها اليومي.

 

تأثير الارتفاع على المستهلكين

 

إن الارتفاع المستمر في أسعار الفول والعدس يمثل تحديًا كبيرًا للمستهلكين، خاصة محدودي الدخل، الذين يعتمدون على هذه البقوليات كمصدر رئيسي للبروتين والألياف. هذا الارتفاع قد يدفع الأسر إلى تقليل استهلاكها من هذه المواد الغذائية الأساسية، أو البحث عن بدائل أرخص، قد لا تكون بنفس القيمة الغذائية. كما أن هذا الارتفاع قد يؤثر على المطاعم الشعبية ومحلات الفول والطعمية، التي تعتمد بشكل كبير على الفول والعدس، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار الوجبات التي تقدمها، وبالتالي التأثير على قدرة المستهلكين على شرائها. ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع في التأثير على القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة مع استمرار التحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد.

 

توقعات مستقبلية وتوصيات

 

في ظل هذه الظروف، من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من ارتفاع أسعار الفول والعدس، وتخفيف العبء على المستهلكين. يمكن للحكومة التدخل من خلال دعم المزارعين وتشجيع زراعة الفول والعدس محليًا، لتقليل الاعتماد على الاستيراد، وبالتالي تقليل التأثر بتقلبات أسعار الصرف. كما يمكن للحكومة تقديم دعم مباشر للأسر الأكثر احتياجًا، من خلال توفير كوبونات غذائية أو زيادة قيمة الدعم التمويني. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المستهلكين البحث عن بدائل أرخص للفول والعدس، مثل البقوليات الأخرى والخضروات، لضمان حصولهم على وجبات غذائية متوازنة بأسعار معقولة. ومن المهم أيضًا ترشيد الاستهلاك وتجنب الإسراف، لتقليل الضغط على الميزانية الأسرية. إن مواجهة هذه التحديات تتطلب تضافر جهود الحكومة والمجتمع المدني والمستهلكين، لضمان توفير الغذاء بأسعار مناسبة للجميع.