أذكار الصباح هي مجموعة من الأدعية والأذكار التي يُستحب للمسلم أن يواظب عليها في بداية كل يوم. وهي بمثابة درع واقٍ يحفظ المسلم من الشرور والآفات، ويمنحه الطمأنينة والسكينة. كما أنها تذكرة دائمة بفضل الله ونعمه، وتجديد للعهد معه سبحانه وتعالى. أهمية أذكار الصباح تكمن في أنها تعزز صلة العبد بربه، وتقوي إيمانه، وتذكره بمسؤولياته وواجباته تجاه دينه ومجتمعه. إنها بداية موفقة ليوم حافل بالخير والبركة. ففي هذا اليوم السبت الموافق 05 يوليو 2025، الموافق لبداية يوم جديد، نتذكر أهمية هذه الأذكار العظيمة.
فضل أذكار الصباح
لقد حث الشرع الشريف على الإكثار من الذكر في كل الأوقات، وجعل لأذكار الصباح والمساء مكانة خاصة. قال تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41]. وقال أيضاً: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ [الأحزاب: 42]. ففي هذه الآيات دلالة واضحة على أهمية الذكر في حياة المسلم، وخصوصاً في طرفي النهار. إن المداومة على أذكار الصباح والمساء تجلب الخير والبركة، وتدفع الشر والمكروه، وتزيد في الحسنات، وترفع الدرجات. كما أنها سبب في تفريج الهموم والكروب، وتيسير الأمور، وشرح الصدور.
نماذج من أذكار الصباح
تتنوع أذكار الصباح، وتشمل آيات من القرآن الكريم، وأدعية نبوية، وأذكار مأثورة عن السلف الصالح. ومن أشهر هذه الأذكار: قراءة آية الكرسي، وسورة الإخلاص، والمعوذتين (الفلق والناس) ثلاث مرات لكل سورة. وكذلك قول: "أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر ما في هذا اليوم وشر ما بعده ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، ربَّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذاب في القبر". بالإضافة إلى ذلك، يُستحب قول: "اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور"، و"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خَلَقتني وأنا عَبْدُك( أَمَتُك ) وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت وأعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت". هذه الأذكار وغيرها، هي كنوز عظيمة ينبغي للمسلم أن يحرص عليها في بداية كل يوم.
كيفية أداء أذكار الصباح
يمكن للمسلم أن يؤدي أذكار الصباح بصوت منخفض أو مرتفع، حسب ما يناسبه. والأفضل أن يكون في مكان هادئ، وأن يستحضر قلبه ويتدبر معاني الأذكار. كما يمكنه أن يقرأها من كتاب أو تطبيق، أو أن يحفظها ويرددها عن ظهر قلب. الأهم هو الإخلاص والصدق في الدعاء، والتضرع إلى الله عز وجل. ولا يشترط ترتيب معين للأذكار، فيمكن للمسلم أن يبدأ بما شاء منها، وأن يكرر ما أحب منها. كما يمكنه أن يزيد عليها من الأدعية والأذكار الأخرى التي يعرفها. المهم هو أن يحرص على أداء هذه الأذكار بانتظام، وأن يجعلها جزءاً من روتينه اليومي.
أثر أذكار الصباح على حياة المسلم
إن المداومة على أذكار الصباح لها أثر كبير على حياة المسلم. فهي تمنحه الشعور بالراحة والطمأنينة، وتزيل عنه الهموم والغموم. كما أنها تقوي علاقته بالله عز وجل، وتزيد في إيمانه ويقينه. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تحصنه من الشرور والآفات، وتحفظه من كيد الشيطان ووسوسته. إن أذكار الصباح هي زاد المؤمن في يومه، وسلاحه الذي يواجه به تحديات الحياة وصعابها. فلنحرص على هذه الأذكار العظيمة، ولنجعلها جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية. لنبدأ يومنا بذكر الله، ولنستمد منه العون والتوفيق، ولنجعل أيامنا كلها خير وبركة.