كشفت تقارير إعلامية عبرية عن وقوع خلاف حاد وصل إلى حد الصراخ بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية إيلي كوهين (زامير سابقًا) على خلفية مناقشات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة. يأتي هذا الخلاف في ظل ضغوط دولية متزايدة على إسرائيل لإنهاء العمليات العسكرية في القطاع، وسط تزايد المخاوف بشأن الأوضاع الإنسانية المتردية وارتفاع عدد الضحايا المدنيين. وتشير المصادر إلى أن الخلاف تركز حول التوقيت المناسب لوقف إطلاق النار والشروط التي يجب أن تسبقه، حيث يتبنى نتنياهو موقفًا أكثر تشددًا بينما يميل كوهين إلى تبني نهج أكثر دبلوماسية ومرونة.
تباين وجهات النظر حول استراتيجية التعامل مع غزة
يبدو أن الخلاف بين نتنياهو وكوهين يعكس تباينًا أعمق في وجهات النظر حول الاستراتيجية الأمثل للتعامل مع قطاع غزة. ففي حين يركز نتنياهو على تحقيق "نصر كامل" على حركة حماس وتدمير قدراتها العسكرية، يرى كوهين أن تحقيق هذا الهدف قد يكون غير واقعي أو مستحيلًا على المدى القصير، وأن التركيز يجب أن ينصب على التوصل إلى تسوية سياسية تضمن الأمن لإسرائيل وتمنع تكرار الهجمات الصاروخية. هذا التباين في وجهات النظر ليس جديدًا، ولكنه تفاقم في ظل استمرار العمليات العسكرية وتزايد الضغوط الدولية.
تأثير الخلاف على مسار المفاوضات
من المرجح أن يؤثر هذا الخلاف العلني بين كبار المسؤولين الإسرائيليين على مسار المفاوضات الجارية بوساطة دولية للتوصل إلى وقف إطلاق النار. ففي حين قد يعزز موقف نتنياهو المتشدد من قدرة إسرائيل على الضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات، فإنه قد يزيد أيضًا من صعوبة التوصل إلى اتفاق مقبول من الطرفين. في المقابل، قد يشير موقف كوهين الأكثر مرونة إلى استعداد إسرائيل لتقديم تنازلات معينة، ولكنه قد يضعف أيضًا موقفها التفاوضي. يبقى أن نرى كيف ستتطور هذه الديناميكية وكيف ستؤثر على فرص التوصل إلى اتفاق.
ضغوط داخلية وخارجية متزايدة
يواجه نتنياهو ضغوطًا داخلية وخارجية متزايدة لإنهاء العمليات العسكرية في غزة. ففي الداخل، تتصاعد الاحتجاجات المطالبة بعودة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، وتزداد المخاوف بشأن التأثير الاقتصادي للعمليات العسكرية. أما على الصعيد الدولي، فتتعرض إسرائيل لانتقادات حادة بسبب عدد الضحايا المدنيين في غزة والأوضاع الإنسانية المتردية. وقد دفعت هذه الضغوط نتنياهو إلى البحث عن مخرج من الأزمة، ولكنه يواجه صعوبة في التوفيق بين هذه الضغوط وبين رغبته في تحقيق "نصر كامل" على حركة حماس.
مستقبل غزة في الميزان
يبقى مستقبل قطاع غزة مجهولًا في ظل استمرار العمليات العسكرية وتصاعد الخلافات الداخلية في القيادة الإسرائيلية. ففي حين يرى البعض أن الحل يكمن في إضعاف حركة حماس أو تدميرها بالكامل، يرى آخرون أن الحل يكمن في التوصل إلى تسوية سياسية تضمن الأمن لإسرائيل وتسمح بإعادة إعمار غزة وتحسين الأوضاع المعيشية لسكانها. يبدو أن الطريق إلى تحقيق أي من هذين الهدفين لا يزال طويلًا وشاقًا، وأن مستقبل غزة سيعتمد في نهاية المطاف على قدرة الأطراف المعنية على التوصل إلى حلول توافقية.